مريضات سرطان في إدلب وعوائق العبور لتركيا لتلقي العلاج
إدلب – نورث برس
تعاني مريضات سرطان الثدي في إدلب وأريافها، شمال غربي سوريا، من صعوبة تأمين العلاج المجاني، ما يجبر العديد منهن على تحمل مشاق السفر إلى تركيا ومخاطر قطع الحدود بهدف الحصول على العلاج، هذا إذا لم تمنع القيود التي تفرضها تركيا عبورهن.
وفي محافظة إدلب مشفيان يملكان العلاج الإشعاعي بشكل مأجور هما “مشفى ظلال التخصصي في المنطقة الحدودية ومشفى المطلق بمدينة إدلب”.
لكن العلاج فيهما يقتصر على مرضى عائلات ميسورة الحال، إذ تبلغ تكلفة الجلسة الواحدة حوالي 70 دولاراً، بحسب مرضى في المنطقة.
آلام وبحث
وقالت ريم الحسين (35عاماً)، وهي مريضة بسرطان الثدي من سكان إدلب، إنها باتت، في ظل عدم توفر العلاج في المنطقة التي تقطنها، “مستسلمة تماماً لمصيرها المحتوم.”
وتحتاج المريضة لجلسات علاج شعاعي بتكلفة عالية وسط حالتها الاقتصادية “المزرية” منذ نزوحها من مدينتها معرة النعمان إلى المخيمات الحدودية، وهو ما يجبرها على تحمل آلام ومعاناة المرض.
وأضافت “الحسين” أنها ذهبت إلى مركز أورام الثدي في مشفى إدلب المركزي، والذي يعتبر الوحيد العام في المنطقة، ولكنها لم تجد سبيلاً للعلاج نظراً لحالتها المستعصية، إذ يقتصر عمل المركز على الكشف المبكر عن المرض ومعالجة بعض الحالات.
وتضطر مريضات أخريات، ممن لم يجدن سبيلاً للعلاج في المركز، لتحمل مشاق السفر إلى تركيا لتلقي العلاج.
وتشير “الحسين” إلى أن تكرر إغلاق المعابر وتعقيدات الإجراءات التي فرضها الجانب التركي هي من أكثر العوائق التي تواجهها مريضات السرطان في مناطق شمال غربي سوريا.
عراقيل أمام العلاج
وتفرض تركيا قيوداً على دخول المرضى لأراضيها، إذ تم تخفيض عدد الحالات المقبولة يومياً من عشر حالات إلى خمس فقط من مختلف الأمراض المزمنة والحروق والحالات المستعجلة.
وتبدو معاناة النساء أكثر من سواهن من مرضى السرطان بسبب حاجتهن لمرافق أثناء عبور الحدود وخلال الإقامة في تركيا.
وقالت خلود حميدو (32عاماً)، وهي إحدى المصابات بسرطان الثدي وتتلقى علاجها داخل المشافي التركية، إنها تشعر “براحة نفسية كوني أتلقى العلاج اللازم للمرض، لكنني مدركة لخطورة المرض وصعوبته، إذ تعد فترة العلاج أشد من المرض ذاته.”
لكنها أشارت إلى أن السلطات التركية منعت دخول أي مرافق لها، “أعيش الآن بمفردي في مواجهة المرض وصعوبة تأمين لقمة العيش وآجار المنزل، وأعمل في متجر لبيع الخضروات لإعالة نفسي وتأمين نفقات معيشتي وعلاجي.”
وبعد الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب، أغلقت جميع المعابر المدنية والتجارية مع مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، ولم يعد بإمكان المرضى المتواجدين في إدلب من استكمال علاجهم في العاصمة دمشق أو غيرها من مناطق سيطرة الحكومة.
وقال مصطفى الضاهر، وهو طبيب مختص بالأورام، إن علاج مرض سرطان الثدي يمر بثلاث مراحل علاجية، “بدءاً بالعلاج الجراحي والهرموني وصولاً للعلاج الشعاعي الذي لا يتوفر في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.”
ويعد مرض سرطان الثدي من أكثر الأورام السرطانية انتشاراً بين النساء في جميع دول العالم، وتتراوح خطورته بحسب مرحلة الكشف عنه فإذا تم الكشف في المراحل الأولية تكون العلاجات متاحة بشكل أوسع وأكثر تنوعاً.
وأشار الطبيب إلى أن أعداد المصابات بسرطان الثدي اللواتي دخلن الأراضي التركية خلال العامين الماضيين بلغ أكثر من 300 حالة، “في حين تبلغ أعداد المريضات اللواتي ينتظرن الموافقة على العبور أضعاف هذا العدد بكثير.”
وأضاف أن “معظم حالات الكشف المبكر يتم علاجها في المركز المتخصص، بينما تحال الحالات المتأخرة والصعبة إلى المشافي التركية.”