رام الله ـ نورث برس
كشف مصدر عسكري، الأربعاء، أن القصف الجديد المنسوب لإسرائيل ضد مواقع جنوب دمشق الليلة الماضية، استهدف حمولات أسلحة جلبتها أربع طائرات إيرانية كبيرة قادمة من طهران وقد حطت في مطار دمشق الأسبوع الأخير.
وأمس الثلاثاء، ذكرت وكالة “سانا” التي تديرها الحكومة السورية، أن أهدافاً في جنوب دمشق تعرضت الليلة الماضية لغارات، وأن الدفاعات الجوية السورية تصدت لمعظم الصواريخ التي أطلقت من الجولان.
وحسب “سانا”، اقتصرت الخسائر على الماديات.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أنه تم استهداف مستودعين للأسلحة للفصائل المدعومة من إيران داخل مواقع عسكرية للقوات الحكومية على بعد بضعة كيلومترات من مطار دمشق.
وقال المصدر لنورث برس، “في الأيام الأخيرة كان هناك أربع رحلات جوية كبيرة وصلت من إيران إلى مطار دمشق وفي جعبتها أسلحة متطورة.”
وأضاف: “عندما تم إفراغ الحمولة من الطائرات، لم تتحمل إسرائيل الأمر، فسارعت إلى استهدافها.”
وأشار المصدر إلى أنّ الهدف من القصف الإسرائيلي لهذه الشحنات، “هو عدم السماح بتغيير ميزان القوى بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.”
والأسلحة القادمة كانت عبارة عن صواريخ، وأجهزة تساعد على تحويل الصواريخ إلى “دقيقة” ومُوجهة بشكل قوي ضد أهدافها في حال اندلاع أي حرب بين الطرفين، بحسب المصدر المطلع.
وأشار المصدر إلى أن القصف الإسرائيلي تم عبر صواريخ مُوجهة من الجولان وليس من خلال طائرات عسكرية.
وقال إن هذا التكتيك كان لسببين، “أولاً: الحرص الإسرائيلي على تغيير تكتيكات القصف بين لحظة وأخرى في سياق ما أسماه (تمويه العدوّ وخداعه).”
وأما السبب الثاني، “فهو أن إحداثيات المواقع المستهدفة تسمح بقصفها عن بُعد وبشكل قادر على تدميرها كما يجب”، حسب تعبير المصدر.
وأضاف: “كل القصف الإسرائيلي في هذه المرحلة ينصب على عدم حيازة حزب الله أسلحة نوعية يمكن استخدامها في أي معركة محتملة مع إسرائيل.”
ومن ناحية ثانية،تراقب المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل عن كثب،الوضع الاقتصادي في سوريا، على ضوء هبوط قيمة العملة المحلية.
ويباع الدولار الواحد في السوق السوداء بأكثر من 4500 ليرة سورية.
وقررت الحكومة السورية صرف منحة لمرة واحدة مقدارها خمسون ألف ليرة للعاملين المدنيين والعسكريين، في وقت رُفع فيه سعر البنزين بأكثر من 50%.
ولعل ما يهم إسرائيل في هذه الجزئية، بحسب مراقبين، هو “تقييم تبعان ومآلات هبوط العملة السورية وكيفية التأثير على الحكومة في دمشق وحتى على المستوى الشعبي، ومروراً بالدور الإيراني في سوريا.”