محلّل إسرائيلي يشكّك بعقد لقاء القدس الثلاثي قريباً بسبب تذمّر روسيا

رام الله ـ NPA
شكّك الباحث الإسرائيلي والمحاضر في جامعة "بار إيلان" مردخاي كيدار، بإمكانية عقد لقاء ثلاثي آخر يجمع روسيا وأمريكيا وإسرائيل في القدس، قبل انتخابات الكنيست الإسرائيلية التي ستجري بعد نحو أسبوعين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كتب منشوراً على صفحته الفايسبوكية، تحدَّث فيه عن جهود تُبذل وخُطط لعقد لقاء ثلاثي يضم تل أبيب وواشنطن وموسكو لبحث إخراج إيران من سوريا، على غرار ذلك اللقاء الأمني الذي عُقد في القدس قبل أكثر من شهرين.
الواقعُ، أنَّ ذلك اللقاء الذي عُقد أواخر حزيران/يونيو الفائت، كان قد انتهى بالاتفاق بين الأطراف الفاعلة الثلاثة على ترسيخ التنسيق فيما بينها، منعاً للتصادم في سوريا، علاوة على الحؤول دون وقوع حرب تضر بمصالح هذه الدول، ولكن دون إشارة واضحة ومعلنة حول مستقبل التموضع الإيراني في سوريا.
ويوضّح مردخاي في حديث لـ"نورث برس" أنَّ هناك اتصالات تجري في هذه الأثناء بين مكتب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمكاتب الأمريكية المُوازية من أجل عقد هذا اللقاء الثلاثي. غير أنَّ كيدار يشكّك بإمكانية عقده في الأمد القريب؛ ليس بسبب قرب الانتخابات الإسرائيلية، وإنَّما نتيجة تحفظات روسية على هذا الاجتماع الثلاثي من حيث الهدف والتوقيت؛ خاصةً في ظل التذمر الروسي من تصرفات إسرائيل في سوريا، ولا سيما الهجمات الأخيرة التي ضاعفت خطر المواجهة.
وتابع كيدار "أعتقد أنَّ إسرائيل سحبت الحبل أكثر مما يلزم مع الروس، وربما بالغت في الاستفادة من التغاضي الروسي عن الهجمات التي تنفذها في سوريا، فقصف الأهداف الإيرانية أكثر من قوة الاستيعاب الروسية".
وتطرق مردخاي كيدار إلى ما يدور في الكواليس في هذه الأثناء من انتقاد إيراني شديد إزاء تصرفات ورسيا وتغاضيها عما يدور في سوريا من قصف إسرائيلي تزداد وتيرته بشكل غير مسبوق. ويدرج كيدار هذا الأمر كسبب واقعي يدفع روسيا لعدم المسارعة للجلوس مع نتنياهو في هذا الوقت، وبصورة علنية للتباحث بإخراج الإيرانيين من سوريا.ويبيّن كيدار أنَّ التنسيق الإسرائيلي-الروسي موجود، وأنَّ تل أبيب تقوم بإخطار الجهات الروسية المُوازية قبل تنفيذ القصف بفترة زمنية معقولة، وذلك لتلافي تكرار واقعة إسقاط طائرة روسية فوق ساحل اللاذقية في إحدى عمليات القصف.
وتسعى إسرائيل وروسيا من وراء التنسيق المُسبق قبل تنفيذ الهجمات في سوريا، إلى ضمان عدم سقوط قتلى في صفوف الإيرانيين، أو الميليشيات التي تدور في فُلكها، أو حتى من قوات الحكومة السورية، وذلك كي لا يتسبب ذلك بتوتر وتصعيد عسكري بين هذه الأطراف وإسرائيل، لا تريده روسيا نظراً لإضراره بمصالحها.
ويبدو أنَّ سقوط قتيلين من حزب الله في قصف "عقربا" بالجولان السوري مؤخراً، قد أزعج روسيا، فهي لا تمانع القصف، ولكنها لا تريد وقوع قتلى، كون ذلك يؤدي إلى التصعيد.
ومع ذلك، يبيّن كيدار أنَّ تنسيق روسيا وإسرائيل لا يقتصر فقط على المجال المهني والعسكري بين جيشي البلدين، بل "وهناك قنوات للاتصال بصورة يومية بين مكتبي نتنياهو وبوتين، وهذا الخط يعمل باستمرار، بدون تسريبات للإعلام، وأعتقد أنَّ هذا الخط الساخن سيكون في مركز الاهتمام لكلا الجانبين بالأيام المقبلة".
ولهذا، فإنَّ ما يهم روسيا في هذا الوقت ليس عقد اجتماع ثلاثي في القدس، بل أنَّ الأكثر أهمية وإلحاحاً بالنسبة لها هو تهدئة الوضع بعض الشيء قبل الجلوس مع نتنياهو. وربما هناك نية وراء الكواليس لتحسين فرص نتنياهو للفوز بالانتخابات المقبلة التي ستجري بعد أسبوعين، وفق ما يقوله مردخاي كيدار.