محلل إيراني: إسرائيل ستمنع وصول إيران إلى المتوسط لأنه يشكل خطراُ كبيراً عليها

NPA
أكد محلل سياسي مختص بالشأن الإيراني أن السبب وراء عدم ردّ إيران على إسرائيل، هي مصالح كبيرة في المنطقة، لا تختصر في سوريا فقط، وبالأخص في الآونة الأخيرة.
وقال وجدان عبد الرحمن لـ"نورث برس" إن إيران تسعى بشكل كبير لحل موضوع الملف النووي وبيع النفط، لذا فهي تسعى للضغط من خلال هذه المواقع، لتقوية موقفها بالمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وأردف أن فرنسا من جهة أخرى تسعى بشكل كبير في الوقت الحاضر، لإيجاد حلول أو بدائل لبيع النفط الإيراني، أو إعطائها إعفاءات وقروض، مشيراً لعدم رغبة إيران بالردّ بشكل مباشر على إسرائيل.
ويعتبر عبد الرحمن أن الردّ اللبناني على إسرائيل يأتي ضمن الخطة الإيرانية، إذ لا تريد طهران التفاوض لأن لديها اتفاق مع الولايات المتحدة الامريكية، وأيضا "تريد التفاوض في موقف القوة لا في موقف ضعف".
ويضيف بأن إيران تريد إرسال رسالة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أنه "في حال لم تتفاوضوا معنا لدينا آليات للضغط عليكم".نتيجة بحث الصور عن وجدان عبدالرحمن
هذه المراوغة تنبع من مدى حساسية الولايات المتحدة من الملف الإسرائيلي، وأن الدول الأوروبية في حال لم تستجب للمطالب الإيرانية، فإن حزب الله "سيزيد من هذه الاستفزازات تجاه إسرائيل".
وبخصوص الاحتجاجات الإيرانية وناقلات النفط وارتدادات اتفاق النووي، يعتقد عبد الرحمن، أن جزءاً بسيطاً من هذا الموضوع يتعلق بالردّ على إسرائيل على الأراضي السورية واللبنانية.
ويُردف بأن موضوع الأزمة الداخلية يتعلق بشكل مباشر بما بين إيران والولايات المتحدة الامريكية، وهي ملفات تستخدمها إيران ليس في سوريا ولبنان فحسب، بل في العراق وبعض التنظيمات التابعة لها كالمعارضة البحرينية.
ويؤكد الخبير في الشؤون الإيرانية بأن إيران "تحاول إشغال مواطنيها عن العقوبات التي أضرت بالشعب الإيراني، بأحداث جانبية، كما تريد القول للمواطن الإيراني إن العقوبات أتت بسبب أمريكا وهي من تضغط على إيران وتُبيّنَ أنها ليست المسبب بالضغط على المواطن".
أزمة وتأثير
وجدان عبد الرحمن أكد كذلك لـ"نورث برس" أن الأزمات الاقتصادية والأضرار الكبيرة من عدم بيع النفط، تؤثر على حزب الله ولبنان وبعض المعارضات الموجودة في أفريقيا ودول أخرى تدعمها إيران.
ويلفت إلى أن تحركات إيران ليست كما السابق، حين كان لديها إمكانيات إرسال السلاح لميليشياتها في لبنان وسوريا والعراق.
وعن الطريق الممتد من إيران والعراق وسوريا وصولاً إلى بيروت، يعتبر المحلل أن هذا المشروع "كبير بالنسبة لإيران"، لافتاً إلى أنه في الآونة الاخيرة، تحاول ربط الخط بمشروع سكك حديدية، والمشروع قيد التنفيذ.فيما يُرجّح عدم
إمكانية إيران في النجاح بهذا المشروع لأن الدول العربية كالأردن والمملكة العربية السعودية لن توافق على هذا المشروع، كما أن إسرائيل أيضا لا تريد ان تصل إيران إلى البحر الابيض المتوسط، وستعمل إسرائيل بدعم من واشنطن على منعه لأنه يضع الأولى أمام خطورة كبيرة.
 ويرى عبد الرحمن أن إيران "ستستخدم حزب الله في كل مشاريعها، لعدم امتلاكها إرادة سياسية خاصة بها، وحزب الله مجرد مشروع لتنفيذ المشاريع الإيرانية، ولا تستطيع ان ترفض أي طلب إيراني، ووجود حزب الله في لبنان هو لفرض الوصاية الإيرانية وإحداث خلل وقتما تشاء في الدول العربية وإسرائيل".
صدى الصمت إيراني
وحول الصمت الإيراني عن المواجهة المباشرة بين حزب الله وإسرائيل، قال الخبير في الشأن الإيراني بأن التنظيمات التي تتواجد خارج إيران، ليست مسيَّرةً من قبلها، وتريد أن تقول إن تلك الاحزاب لديها إرادة سياسية وقرار سياسي، ولا علاقة لها بهذا الخصوص، وخصوصاً بعد ضرب قواعد تلك التنظيمات من قبل واشنطن.
ويشدّد على أن إيران الآن في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لذلك لا تريد الدخول في حرب ومواجهة مع إسرائيل، حتى ولو تعرضت إيران للمزيد من الضربات في سوريا او لبنان أو العراق، فيما ستواصل الضغط على الدول الأوروبية وتهديد مصالح الولايات المتحدة، في حال لم يتم حل مشكلتها.