رعي وقطع جائر يفقدان حرش حارم بريف إدلب غطاءه النباتي
إدلب – نورث برس
يتعرض حرش منطقة حارم بريف إدلب الغربي، شمال غرب سوريا لقطع أشجارها بغرض استخدامها في التدفئة وطهي الطعام أو بيعها، فيما يقوم رعاة المواشي برعي أغنامهم في الحرش لتوفير ثمن الأعلاف.
ويقدر مختصون في المنطقة المدة التي تلزم تعويض الخسائر بعشرات السنين، بينما يبرر سكان ونازحون عملهم في قطع الأشجار بسبب الصعوبات المعيشية التي يواجهونها.
خسارة لعشرات السنين
وقال عدنان السايح (44 عاماً)، وهو مهندس زراعي من مدينة حارم، إن حرش حارم فقد 85 بالمئة من غطائه النباتي، بسبب “عمليات قطع الأشجار التي تتم من نهاية ساق الشجرة، وهو ما سيحول دون نموها مجدداً.”
وتبلغ مساحة حرش حارم نحو 400 هكتاراً، وكان يضم أكثر من 100 ألف شجرة، معظمها من أشجار السنديان والبلوط التي يزيد عمرها عن 100 عام على الأقل، بحسب المهندس.
وأشار “السايح” إلى أن “الحرش الشرقي من حارم فقد غطاءه النباتي كلياً ولم يعد فيه أي شجرة على الإطلاق، أما الحرش الشمالي فلا يزال يحوي بعض الأشجار في منطقة المخيمات الممتدة بين طريق حارم وقرية رأس الحصن.”
ورأى المهندس أن ما خسارة المنطقة من الأشجار قد تحتاج إلى عشرات السنين “لإعادة تدارك جزء منه، فالأعداد المقطوعة تفوق كثيراً ما تجري زراعته، كما أن هناك من يعمد إلى قلع جذورها للاستفادة منها أيضاً.”
عمال وورشات تحطيب
واتخذ أحمد الحسن (39 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف حماة الغربي يعيش في مخيم على أطراف مدينة حارم، من قطع الأشجار عملاً له، إذ يذهب رفقة ولديه بشكل يومي إلى الحرش القريب من المخيم لقطع الأشجار وبيعها.
ويعلل “الحسن” عمله في التحطيب بعدم توفر فرص العمل، “نستخدم معدات بسيطة لقطع الأشجار ثم نقوم بتكسيرها وتعبئتها داخل أكياس وعرضها للبيع، لتحصيل لقمة عيشنا.”
وأشار إلى أنه يتمكن خلال الشتاء من تحصيل ما يلزمه من حطب خلال عمله.
وفيما إن كان يتعرض للمساءلة أو محاسبة من قبل الفصائل العسكرية أو المجالس المحلية في المنطقة، قال “الحسن”: إن “عناصر الفصائل هي من قطعت معظم الأشجار بشكل منظم ومن خلال حمايتهم لورشات القطع التابعة لهم.”
وأضاف: ” ونحن اليوم نستفيد من الجذور وبعض الشجيرات الصغيرة التي تركوها وراءهم.”
وقال وليد العبد الله (32عاماً)، وهو من سكان مدينة حارم، إنه لا يضطر لشراء وقود أو وسائل تدفئة بديلة بأسعار مرتفعة، إذ يقوم خلال الصيف بجمع ما يلزمه من حطب للتدفئة ويخزنه لفصل الشتاء.
وأضاف أيضاً: “الحالة المادية المتردية وغلاء أسعار الوقود وأسطوانات الغاز”، تدفعه لقطع الأشجار والاستفادة منها في الطهي وتسخين المياه.