خبير استراتيجي: التقدم الروسي قلص تواجد حزب الله بسوريا ولا تأثير للقصف الإسرائيلي طالما الفرن حامي
NPA
قال عميد متقاعد وخبير عسكري واستراتيجي لـ"نورث برس"، إن الأمور لم تعد بيد حزب الله وإيران رغم استخدامها الورقة الأمنية في تحسين وجودها في سوريا، و"لا تأثير مباشر لطالما الفرن حامي والجميع يخبز في سوريا".
وقال ناجي ملاعب: إن تواجد حزب الله لم يعد كثيفاً في سوريا كما كان في الماضي، وعلل السبب بأن هذا التواجد بدأ ينحصر مع تقدم وجود روسيا وتدريب الأخيرة للجيش السوري الحكومي، الأمر الذي ضيَّق المساحة التي تسيطر عليها جماعات مدعومة من إيران في سوريا.
وأضاف أن الاتفاق المبدئي الذي حصل بين مستشاري الأمن القومي الثلاثة الأمريكي والروسي والإسرائيلي، حول سوريا، سيأخذ مجرى تطبيقي، وبالتالي الأمور لم تعد بيد حزب الله وإيران، رغم استخدامها الورقة الأمنية في تحسين وجودها في سوريا.
كما أردف أن القرارات الحكومية في المنطقة الآن، خارج الحكومة السورية بيد روسيا، التي احترمت الأمن القومي الإسرائيلي، عبر قيام الأخيرة بضربات جوية والتنسيق مع الروس علنا في هذه الضربات.
كما بينت امتداد هذا التوافق مع الأمريكيين في العراق ضد الصواريخ المخزونة في مخازن الحشد الشعبي، وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن "لا تأثير مباشر لطالما الفرن حامي والجميع يخبز في سوريا".
كما شدد على أن "إسرائيل حصلت على موافقة روسية عبر القيام بطلعات جوية وتدمير صواريخ حزب الله، وما حصل في لبنان لن يؤثر على هذا الواقع".
وأضاف لن "تؤثر الضربة الأمريكية في مناطق إدلب التابعة للقاعدة على روسيا، حيث هناك تنسيق مباشر، إذ لا يمكن اختراق مجال الجو الروسي إلا بعد إعلان غرفة العمليات المشتركة".
البيان الذي صدر عن الروس هو "حفظ ماء الوجه تجاه سوريا فقط، وهذا لا يقدم ولا يؤخر"، ولفت إلى أن الضربة عبارة عن رسالة روسية – أمريكية مشتركة لتركيا، لأن تركيا لم تلتزم باتفاق سوتشي في وقف إطلاق النار، ولم تنفذ ما تعهدت به في تخفيف "وجود تنظيم القاعدة" في المنطقة.
وحول موقف الدول الأوروبية، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي أن موقف الدول الأوروبية مساعد للموقف الأمريكي، ولكون لبنان معني بهذا الموضوع، ويمكن لأوروبا أن تتدخل "لتخفيف الموضوع وليس إنهائه لأن القرار الإسرائيلي بيد أمريكا".
واعتبر ملاعب أن ما حصل من قبل حزب الله، هو الرد على اختراق الساحة اللبنانية، وليست المرة الأولى التي يقوم بها الطيران الإسرائيلي بغارات على مراكز حزب الله، ورد اليوم، لأنه استهدف ساحة في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأوضح أن هناك استحقاقات تمنع الرد عليها قبل الانتخابات الإسرائيلية، كما أن هناك تخوف إذا ما كانت -بعد إجراء الانتخاب- ستباح الساحة اللبنانية، ويجري التعامل معها كالتعامل الإسرائيلي مع سوريا والعراق، كما أن هناك خطورة لأن تصبح عمليات رد ورد مباشر حتى تصل إسرائيل لمبتغاها السياسي.
ويرى أن هدف إسرائيل من هذا التوتر، هدف سياسي – اقتصادي، لأنها لم تتمكن حتى اليوم، من البدء بإنتاج الغاز، لأنها تخشى صواريخ من حزب الله، ما لم يكن هناك تعهد بعدم التعرض للمنشآت التي تنوي إقامتها أمام الساحل ما بين جنوب لبنان وإسرائيل.
وختم "كل هذا التخبط للوصول لموقف سياسي تتعهد به الجهتان اللبنانية والإسرائيلية لبدء استخراج الغاز."
وكان أعلن حزب الله أمس الأحد تدمير آلية عسكرية إسرائيلية، قرب الحدود الجنوبية للبنان. في حين أعلنت إسرائيل أنها ردت بإطلاق النار على جنوب لبنان بعد إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه أراضيها.
وأكد حزب الله اللبناني تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى.
فيما يأتي رد حزب الله بعد أسبوع من اتهامه إسرائيل بشن هجوم بطائرتين مسيرتين في معقله قرب بيروت وقتل اثنين من عناصره في غارة في سوريا.
إسرائيل من جانبها أعلنت أنها ردت بإطلاق النار على جنوب لبنان بعد إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه أراضيها.