رئيس تيار اليسار الثوري: روسيا تسمح لتركيا قضم مناطق من الشمال السوري
NPA
يذكر غياث نعيسة أن تركيا وروسيا تتعاملان مع الواقع السوري كصفقات تجارية وتتقاسمان المناطق على حساب دماء السوريين.
ففي حديث عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية، ورئيس تيار اليسار الثوري غياث نعيسة مع وكالة “نورث برس” عن آخر التطورات الحاصلة بمناطق خفض التصعيد في إدلب، أكد أن روسيا تعطي الضوء الأخضر لتركيا، بغية قضم مناطق أخرى من الشمال السوري، ولا سيما في مناطق ريف حلب الشمالي.
ويضيف نعيسة أن “تركيا ترمي بأنظارها نحو تل رفعت ساعية للسيطرة عليها، بغية إجهاض تجربة شمال وشرق سوريا بأي ثمن، لكن مقاتلينا من وحدات الحماية الكردية أبدوا مقاومة شرسة في دحر الفصائل المسلحة، عند آخر الاشتباكات التي جرت عند أطراف تل رفعت، كما أن تركيا تهدف من وراء مزاعمها بإقامة المنطقة الآمنة داخل الأراضي السورية منذ أكثر من سنة، لتفتيت مشروع الإدارة الذاتية”.
ويتابع قائلاً: “احتلال عفرين كان من ضمن هذا الهدف التركي، ولا زال يهاجم المنطقة التي تضم النازحين الكرد، الذين هجرهم سابقاً من منطقة عفرين”.
ويرى غياث أن المدني هو أكثر مَنْ يعاني من هذه السياسات، ويدفع الثمن بدمائه وأرضه وممتلكاته لأن تركيا وروسيا تتقاسمان المناطق وفق مصالحهما وكأنها صفقات تجارية.
وفي معرض سؤاله عن دور إيران ومواقفها من آخر التطورات الحاصلة بالشمال السوري، يرى غياث أن لا مصلحة لإيران في هذه “الصفقة الجديدة” التي تتم بين تركيا وروسيا، حول دخول القوات الحكومية لمناطق في ريف حماه الشمالي، مقابل قضم تركيا مناطق من ريف حلب الشمالي، فـ “هذا يقلّص من نفوذ إيران ويزيد من نفوذ تركيا”.
ويرى أن على التقاطع بينهما هو تقاطع نسبي يتمحور على الصعيد الاقتصادي، وهي محاولة من إيران للتخلص من العقوبات المفروضة عليها، يدفعها التعامل مع تركيا بحسب رأي غياث، لكن على الصعيد الاستراتيجي “لا مصلحة لها فالصورة قاتمة بالنسبة لها”.
واعتبر غياث أن التلاعب الذي تمارسه هذه الدول يعود بأبشع النتائج على حياة السوريين، ولا سيما عندما تًزايد الحكومة السورية على الآخرين بقضية الوطنية، بالمقابل عندما توافق مع حليفتها روسيا، على التدخل التركي واستيلاء الأخيرة على المزيد من الأراضي.
في حين “أن الشعور الوطني الحقيقي هو فيما ينهجه مجلس سوريا الديمقراطية، وإدارة شمال وشرقي سوريا اللذين يدافعان عن الأرض السورية، وعن السوريين وكرامتهم ومستقبلهم، فهذا الشعور هناك وليس في مكان آخر”.
وعن تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا يضيف نعيسة أن: “مصلحتنا هي الدفاع عن أرضنا وعن مكتسبات الإدارة الذاتية، التي هي مكسب لعموم السوريين، لأن هذا النموذج قابل للتعميم في عموم سوريا، ويمكن أن يستند عليه السوريون الديمقراطيون والعلمانيون، لرسم مستقبل قادم لسوريا، بهدف التخلص من كل أنواع الوصاية والاحتلال على سوريا”.