منظمة تسعى لاستعادة أطفال دنماركيين من مخيمات في شمال شرقي سوريا
قامشلي – نورث برس
قامت منظمة استعادة الأطفال RTC فرع الدنمارك بزيارة لشمال شرقي سوريا، هذا الأسبوع، كجزء من جهودها لحث الحكومة الدنماركية على إعادة المواطنين الدنماركيين الحاليين والسابقين من المخيمات في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
ووصل مؤسسو فرع الدنمارك للمنظمة، ناتاشا ري ميكلسن، وكنود فولدشاك، إلى شمال شرقي سوريا لتقييم وضع من يتحدرون من الدنمارك، وغطى الزيارة إعلامي من هيئة الإذاعة الدنماركية.
وتم تأسيس منظمة RTC بداية في السويد عام 2020، من قبل باتريشيو جالفيز، الذي صارع من أجل إخراج أحفاده السبعة الصغار من مخيم الهول بعد أن أصبحوا أيتاماً، وبياتريس إريكسون.
وللمنظمة فروع في الدنمارك والولايات المتحدة الأميركية.
مواقف سياسية
وبحسب مؤسسي المنظمة، فإن الهدف من هذه الزيارة هي التأثير في آراء السياسيين وصانعي القرار في الدنمارك عبر جمع الأدلة على الظروف القاسية التي يعيشها الأطفال في المخيمات.
وقال “فولدشاك”: “نحن الشاهد على معاناة الأطفال.”
وتواجه RTC صعوبات من أجل تأمين إعادة المواطنين الدنماركيين الحاليين والسابقين إلى الوطن، بينما يقول أعضاؤها إن معظم السياسيين الدنماركيين يبدون موقفاً متشدداً من عناصر داعش الدنماركيين وعائلاتهم لأسباب سياسية، “حتى يظهروا بموقف حازم في مواجهة الإرهاب.”
لكن “فولدشاك” شدد على أن الحكومة الدنماركية “ملزمة” بموجب القوانين والاتفاقيات بمساعدة الأطفال، وأن الأطفال أبرياء بغض النظر عما ارتكبه ذووهم.
وذكرت “ميكلسن” أيضاً أن الحكومة الدنماركية ما تزال تتجاهل حتى الآن تقرير عام 2020 الصادر عن جهاز الأمن والمخابرات الدنماركي (PET)، والذي أقر أن الأطفال الصغار لآباء غادروا الدنمارك وسافروا إلى سوريا للانضمام إلى النزاع المسلح يشكلون “خطراً بدرجة منخفضة.”
إلا أنه أضاف أن “مخاطر التلقين والتأثير تزداد بشكل عام كلما طالت مدة بقاء الأطفال في بيئة متطرفة، بما في ذلك في المخيمات في شمال وشرق سوريا.”
وعلمت نورث برس منRTC وجود سبع نساء و 19 طفلاً ورجلين اثنين، من حاملي الجنسية الدنماركية أو الذين جردوا منها، في مخيمات وسجون في شمال وشرق سوريا.
وقال أعضاء في المنظمة أنه تم تجريد ثلاثة أفراد على الأقل من الجنسية الدنماركية، وهي خطوة مثيرة للجدل قامت بها أيضاً دول أوربية أخرى، ويعتقد مراقبون أن هذا الإجراء انتهاك للقانون الدولي لأنه يتضمن ترك الأفراد دون بلد ينتمون له.
جهود تبذل
وخلال زيارتها الى شمال شرق سوريا، قامت RTC بزيارة مخيم “الهول” شرق الحسكة مرة واحدة، ومخيم “روج” بريف ديرك مرتين، والتقت هناك بنساء وأطفال دنماركيين، كما التقت بإدارة المخيم والفريق الطبي التابع للهلال الاحمر الكردي.
ويأمل أعضاء المنظمة أن تقنع الدلائل التي جمعوها حول الظروف المعاشة الحكومة الدنماركية بإعادة مواطنيها.
وقالت “ميكلسن” إن RTC تعمل، بالتنسيق مع عائلات دنماركية يتواجد أفراد لها في مخيمات في شمال شرقي سوريا، بزيارات للمخيمات والسجون للقاء المواطنين الدنماركيين الحاليين والسابقين ونقل قصصهم وظروف المخيمات للإعلام.
وأضافت أن الخوف من عودة أطفال عائلات داعش إلى الدنمارك “لا أساس له من الصحة”، وأن الدنمارك لديها برنامج قوي لمكافحة التطرف وللدعم النفسي للأطفال، وأن جميع البالغين الذين تتم إعادتهم، ومن ضمنهم أمهات الأطفال العائدين، سيتم اعتقالهم ومحاكمتهم وفق قوانين الدولة.
“الأطفال يعانون وأوضاعهم تزداد سوءاً. الوضع الأمني يتفاقم. وإنه أمر صادم ومحرج في الوقت نفسه أن لا تتحمل الدنمارك المسؤولية وتتعاون مع الكرد لحل هذه القضية”، تقول “ميكلسن”.