أطفال مجندون في إدلب ودعاة فصائل متشددة يسعون لزيادة أعدادهم

إدلب نورث برس

يقول أطفال مجندون ضمن فصائل متشددة في إدلب، شمال غربي سوريا، إنهم خضعوا لدورات شرعية وعسكرية قبل أن يشاركوا في العمليات العسكرية، بينما يقول سكان إن الدعاة المتشددين يقدمون إغراءات مادية ومعنوية لجذب الأطفال إلى تلك الدورات ليتم تجنيدهم خلالها.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة حول أعدد الأطفال المجندين، إلا أن  مصدراً مطلعاً من فصائل مسلحة موالية لتركيا في إدلب ذكر لنورث برس وجود “عدد  كبير” للمجندين الأطفال ضمن هيئة تحرير الشام وغيرها.

والأحد الماضي، قتل الطفل مصطفى كارا، البالغ من العمر عشرة أعوام، وهو مجند ضمن فصيل معارض موالي لتركيا،، في حادث سير في الريف الجنوبي لإدلب، شمال غربي سوريا.

وقال مراسل نورث برس في المنطقة، إن الطفل “كارا” كان مجنداً ضمن الفرقة الساحلية الثانية للتركمان في ريف اللاذقية، وفقد حياته في حادث سير بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

ويتقاضى أطفال مجندون لدى الفصائل السورية الموالية لتركيا، راتباً شهرياً يبلغ نحو 300 ليرة تركية، بينما يتقاضى أترابهم لدى هيئة تحرير الشام ما بين 50 و150 دولاراً أميركياً، وفقاً لمصدر من فصيل مسلح بإدلب.

ويعمل ياسر عبد الرحيم (16 عاماً)، وهو طفل من نازحي ريف حلب الغربي، حالياً، في إحدى معامل تصنيع الأسلحة التابعة لتحرير الشام بمنطقة جسر الشغور، جنوب غرب إدلب.

وقال “عبد الرحيم”، لنورث برس، إن الهدف من تركه المدرسة قبل عامين وانضمامه للمسلحين، “كان مادياً للحصول على راتب شهري يصل لمئة دولار أميركي.”

وأضاف: “تعلمت خلال السنوات الماضية تفخيخ العربات، كما باتت لدي خبرة كبيرة بكافة أنواع المتفجرات.”

وفي أيار/ مايو من العام الماضي، قالت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، في تقرير لها، إن هيئة تحرير الشام  تمكنت من خلال تقديم مغريات مادية، تجنيد عشرات الأطفال ضمن صفوفها.

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، في عدة تقارير لها خلال السنوات الماضية، أن الحكومة السورية والجماعات المسلحة التي تقاتلها ارتكبت انتهاكات جسيمة في تجنيد الأطفال وزجهم في القتال.

ولا يجرؤ ذوو الأطفال الذين تم تجنيدهم على المطالبة بإطلاق سراح أطفالهم غير البالغين، بسبب مخاوفهم من انتقام وممارسات الفصائل.

وقال مصطفى العمر(15 عاماً)، وهو طفل تم تجنيده ضمن فصيل فيلق الشام، إنه كان يسعى لمساعدة عائلته، وإن والده الذي رفض تجنيده لم يستطع إعادته للمنزل.

ويذهب “العمر” لمدة أسبوع من كل شهر إلى محيط بلدة آفس شرق إدلب للقيام بمهامه كمجند ضمن الفصيل المسلح.

وقال سالم الحميد (17 عاماً)، وهو اسم مستعار لطفل في ريف إدلب، إنه انضم قبل ثلاث سنوات مع ثلاثة من أصدقائه، إلى حركة أحرار الشام، ليتلقوا بعدها مباشرة دورة عسكرية وشرعية استمرت لشهر ونصف الشهر.

وشارك “الحميد” بعدها في معركة ضد قوات الحكومة السورية بمنطقة العيس جنوب حلب.

وأضاف أنه فقد حينها أحد أصدقائه البالغ من العمر 16 عاماً، بينما أصيب آخر بجروح.

ويقول سكان إن الدعاة التابعين لفصائل متشددة في إدلب وريفها يقومون بجذب الأطفال إلى دوراتهم الشرعية ثم العسكرية عن طريق الدعوة للجهاد وتقديم مغريات لأولئك الأطفال.

وكان علي الحسن (30 عاماً)، وهو أخصائي اجتماعي في إدلب، قد قال في تصريح سابق لنورث برس إن “الهيئة أطلقت لتجنيد الأطفال حملات ضخمة ومدروسة وممولة بشكل جيد، واعتمدت بشكل رئيسي على الجانب العاطفي والحماسي من خلال مهرجانات في أغلب البلدات والقرى والمدن، حضرها مشايخ ودعاة روجوا للفكرة.”

وعزا “الحسن” سبب وصول مثل هذه الحملات لأهدافها في استقطاب الأطفال واليافعين إلى ” قلة الوعي في المجتمع وغياب المؤسسات التعليمية وحركة النزوح.”

إعداد: براء الشامي- تحرير: سوزدار محمد