شاعر سوري يعيد نشر مجموعته الشعرية “بلاغة المكان”

القامشلي – نورث برس

أعاد علي سفر وهو شاعر وكاتب وإعلامي، مؤخراً، طباعة مجموعته الشعرية الأولى “بلاغة المكان” عن دار “موزييك” للدراسات والنشر في إسطنبول.

وكانت قد صدرت المجموعة في دمشق عام 1994، وقال عنها الروائي والكاتب إبراهيم الجبين “تبدو هذه القصائد التي يكاد عمرها يبلغ الثلاثين عاماً، تدوينات طازجة، كتبت هذا الصباح.”

وأضاف: “لكن صاحبها، من حينها كان يستعجل الغد، وكان يبحث عن آخرة للأغصان والاتجاهات.” 

ومن نصوص الشعرية: الجامعُ الأموي، وهذي القباب نهودٌ اقتنصت ذات ركوعٍ.

وإذا المآذن مدى الجسدِ يدخلُ الخادم الغزال في الوهجِ الفتّان للدعاء، ويكون النبيُ طيفاً، مالَ الفجرُ عليه وأقصاهُ، فباتَ في النوفرةِ يُبشّرُ، ورأسُ الحسينِ حكايةُ المساء.

في العينِ تتمردُ بقايا رُمحٍ عربيٍ، تتقمصُ رمية رمّاح أو تنقذفُ.

ولا تذرف سوى هسيس الصحراء في حمأة الودِ، يعانقُ الأعمدة الروميةَ، ويتلو سُرَةَ العينِ، سورةَ الدمِ وهدهدةِ الحمام.

الدمَ المعتقَ في دنِ نائبةِ التاريخِ المُعادُ كالسبحة.

الحمامَ الهاربَ المصقولَ كعين الرمل.

ثمةَ عريٌ يناسبُ البخنقَ واللغةْ.

أجدُهُ وليس لي سوى الدخول، أتبعُ الفاصلةَ الموسيقية الأولى وراء خطو المؤذنِ، حين يدنو شيئاً فشيئاً من القرارْ.

مشهدٌ بلاغيٌ في انحناءة الهلال وحلمة المئذنة.

قبةُ النسرِ والطيف الأبدي للإله.

دمشق.

إعداد: إحسان الخالد ـ تحرير: معاذ الحمد