خاص – المنطقة الآمنة.. لا وجوداً دائماً لتركيا ودوريات مشتركة في مناطق محددة (القسم الثالث)

شيروان يوسف – NPA
بالرغم من تنفيذ الخطوات الأولى لتطبيق "الآلية الأمنية" للحفاظ على الاستقرار في شمال وشرقي سوريا، ما تزال النقاشات مستمرة بين الولايات المتحدة وتركيا حول الكثير من التفاصيل.
غموض وتخوف
وتتزامن هذه النقاشات مع وقت تتخوف قوات سوريا الديمقراطية من الدخول التركي إلى المنطقة، كما يتخوف أهالي المنطقة من الغموض حول تسييّر دوريات تركية على أراضيهم.
وكان قد تم تقسيم المنطقة الممتدة بين سري كانية (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) إلى ستة قطاعات بطول /88/كم وبعمق يتراوح بين /5/ إلى /14/كم لتسيير دوريات أمريكية تركية مباشرة، بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية.
والعمق الممتد لـ /14/كم داخل الأراضي السورية، يشمل مناطق غير مأهولة بالسكان، بحسب ممثل قوات  سوريا الديمقراطية في التحالف الدولي، هيمن تمي.
آلية تنفيذية
وبحسب الضابط المسؤول على تنفيذ "الآلية الأمنية" على الحدود السورية التركية، إسكندر ديب، فقد "تم التوصل للاتفاق مع الجانب التركي حول تسيير دوريات تركية – أمريكية مشتركة وتم تخصيص قوات أمريكية خاصة للحدود بين سوريا وتركيا، بالإضافة إلى أنه ستكون هناك طلعات جوية مشتركة مع تركيا لمراقبة المنطقة".
"ولكن هناك تفاصيل لم يتم التوصل إلى اتفاق عليها بعد" بحسب الضابط الأمريكي.
وأضاف: "النقاشات بين الولايات المتحدة وتركيا سوف تستمر، للعمل على التفاصيل الباقية وسيتم توسيع الدوريات المشتركة على مراحل".
طرف ملتزم
يقول ممثل قوات سوريا الديمقراطية لدى التحالف الدولي، هيمن تمي لــ"نور ث برس": "نحن كقوات سوريا الديمقراطية ندعم جهود السيد جيفري فيما يخص المنطقة الآمنة و سنسحب قواتنا من المنطقة الحدودية تدريجيا و نساعد المجالس العسكرية في المناطق التي يتم تطبيق  الآلية الأمنية فيها وسيكونون قادرين على ملء الفراغ الذي سينتج من سحب قواتنا".
ويؤكد هيمن تمي: "لن يكون هناك تواجد تركي دائم في المنطقة".
ويضيف: "نحن وافقنا فقط على دوريات مشتركة أمريكية – تركية ضمن حدود مناطق الآلية الأمنية المعتمدة".
ويشير  منسق قوات سوريا الديمقراطية لدى التحالف الدولي إلى أنهم يثقون بخبرات قادة المجالس العسكرية في سري كانية وكري سبي  "و لديهم خبرات قتالية اكتسبوها خلال معاركنا ضد الإرهاب".
"و سيكونو قادرين على التعامل مع أي تهديد على مناطقهم"
كما يؤكد هيمن تمي "أننا سنكون قريبين منهم إذا تعرضت تلك المناطق لأي تهديد".
مصالح مشتركة
وأكد المسؤولون الأمريكيون المتفاوضون مع تركيا حول اتفاق "الآلية الأمنية" في شمال وشرقي سوريا في لقاءاتهم بالمجالس العسكرية والمدنية لرأس العين وتل أبيض (جرت الاسبوع الفائت) "أننا نمثل مصالح قوات سوريا الديمقراطية في المفاوضات مع تركيا للحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
ويقول الضابط الأمريكي المسؤول عن القوات الأمريكية لأمن الحدود التركية – السورية، اسكندر ديب: "سنكون مرافقين لجميع الدوريات التركية، أي أنها ستكون دوريات مشتركة بيننا (الولايات المتحدة) وبين تركيا، الاتفاق الذي حصل بيننا يمنع من تسيير الدوريات من قبل تركيا فقط وأيضا لا يسمح بتواجدهم لوقت دائم في المنطقة، وإنما مجرد دوريات".
تنفيذ
"جرى تنفيذ أول طلعة جوية مشتركة بين قادة أتراك وأمريكيين نفذتها مروحية، السبت، في إطار المرحلة الأولى من إقامة المنطقة الآمنة في سوريا"، بحسب وزارة الدفاع التركية.
وتعقيباً على ذلك قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، شون روبرتسون: إن "تنفيذ أول تحليق مروحي تركي أمريكي في أجواء الشمال السوري، يعد نقطة تحول ناجم عن جهود مركز العمليات المشتركة لتنسيق جهود إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات".
وقد انسحبت أولى وحدات "حماية الشعب" في الثاني والعشرين آب/أغسطس الجاري من مدينة سري كانية مع أسلحتها الثقيلة، كما انسحبت المجموعة الثانية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري من قرية العدوانية الحدودية /35/كم غربي مدينة سر ي كانية، بحسب ما رصد مراسلو "نورث برس" في المنطقة.