مزارعون في ديرك يأملون أمطاراً ربيعية تنقذ محاصيلهم
ديرك – نورث برس
يرى مزارعون في منطقة ديرك (المالكية)، شمال شرقي سوريا، أن شح الهطولات المطرية هذا العام تسبب بأضرار لمحاصيلهم، وأنها قد تتلف كاملة إن لم تهطل أمطار ربيعية كافية.
وتُقدّر كمية الهطولات المطرية في منطقة ديرك حتى الآن بأقل من 200 ملم، بينما كانت الهطولات بنسبة أكثر قليلاً في المساحات المحاذية لنهر دجلة.
وتعتبر كمية الهطولات “قليلة” مقارنة بهطولات العام الماضي التي بلغت 360 ملم، بحسب لجنة الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة ديرك.
“حال سيئة”
وقال حسين محمد (54 عاماً)، وهو مزارع في ريف ديرك، إن تأخر هطولات الأمطار أكثر سيتلف المحاصيل ويتسبب بأضرار لمزارعيها الذين تحملوا تكاليف حراثتها وزراعتها.
وأضاف أن هناك أراضٍ نبت فيها المحصول بشكل قليل وهناك مساحات لم يتجاوز طول الزرع سنتمترين اثنين، في حين كان طول محصول القمح في مثل هذا الوقت من العام الفائت يصل إلى نحو نصف متر.
ويقدر “محمد” نسبة الأمطار الهاطلة هذا العام بـ 25 بالمئة من هطولات العام الفائت.
لكنه ما يزال يأمل في أن تهطل كميات من الأمطار، لأن الزخات الشحيحة لن تؤثر في المزروعات، “وإن لم تهطل فستكون الحال سيئة.”
ويحتل القمح المرتبة الأولى من حيث المساحة المزروعة في ديرك بمساحة بلغت 350 ألف دونم، تليه الكزبرة بمساحة 150 ألف دونم، ثم 50 ألف دونم للحمص، بحسب لجنة الزراعة في ديرك.
وتكاد المساحات المزروعة بالشعير لا تذكر في ريف ديرك بسبب انخفاض الجدوى الاقتصادية من زراعته، لكن مزارعي مناطق أخرى في الجزيرة ما يزالون مستمرين في زراعته لمقاومته ظروف الجفاف.
“لا إمكانات للري”
وبخصوص إمكانية سقاية المحاصيل، قال المزارع حسين محمد إن ذلك “صعب”، لأن أصحاب الأراضي سيحتاجون لمولدات وأنابيب، وستتضاعف التكاليف، كما أن بعض المزارعين لا يملكون آباراً.
وتأتي مخاوف المزارعين رغم أن منطقة ديرك من أفضل المناطق الزراعية في الجزيرة السورية من ناحية خصوبة الأراضي ومعدلات هطول الأمطار.
وتختلف تقديرات مزارعي ديرك للخسائر المحتملة بسبب شح الأمطار تبعاً للمساحات التي قاموا بزراعتها وتكبدوا مصاريف الحراثة وزرع البذار وربما رش الأسمدة الباهظة الثمن.
وكان ارتفاع تكاليف الزراعة خلال السنوات الماضية قد دفع بعض مزارعي شمال شرقي سوريا للجوء إلى زراعة محاصيل لا تحتاج إلى أسمدة وسقاية وأيدي عاملة.
وأدت خسائر المزارعين المتلاحقة خلال سنوات الحرب إلى اتساع نطاق مساحات المحاصيل العطرية والعلفية والطبية في المنطقة على حساب القمح والشعير والعدس والقطن.
“بانتظار هطولات ربيعية”
وفي موسم الحصاد الماضي، بلغت كمية القمح بنوعيه الطري والقاسي المسوق إلى مراكز “ديرك وبروج وتل علو” 110 آلاف طن.
بينما وصل إجمالي كمية الشعير المسوق لمركزي “تل علو وكر زيارات” إلى 23 ألف طن، بحسب شركة تطوير المجتمع الزراعي في ديرك.
وقال المهندس الزراعي صلاح محمد، وهو الرئيس المشارك للجنة الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة ديرك، لنورث برس، إن هذا العام يعتبر “سنة جفاف” مقارنة مع الهطولات المطرية خلال الأعوام الماضية.
لكنه أضاف أن المساحات المزروعة بالقمح في المنطقة الشمالية الحدودية والمحاذية لنهر دجلة ما تزال “بحال جيدة.”
بينما تبدو حال المزروعات في منطقة الكوجرات، جنوب ديرك، “غير مستقرة” ويتوقف ذلك على كمية الأمطار الهاطلة في موسم الربيع، بحسب الرئيس المشارك للجنة الزراعة.