دمشقيون: التدخلات الإقليمية والدولية ستعرقل أي تفاهم محتمل بين الحكومة والإدارة الذاتية

دمشق – نورث برس

يستبعد سكان في العاصمة دمشق التوصل لأي اتفاق سياسي بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية رغم الحاجة له، وذلك بسبب تدخلات إقليمية ودولية.

وكانت وسائل إعلام روسية قد تحدثت، في وقت سابق، عن توصل كل من قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية إلى” تفاهمات أولية” لمستقبل العلاقات بينهما.

وتناولت تلك المصادر ما أسمته بنود تلك التفاهمات حول رفع العلم السوري من قبل قوات سوريا الديمقراطية والاعتراف بـ”خصوصية قسد ضمن الجيش السوري” ومنح الإدارة الذاتية صلاحيات إدارية محلية.

لكن الإدارة الذاتية نفت وجود أي تفاهمات مع الحكومة السورية، متهمة الأخيرة بأنها تعرقل الحوار ولا تؤمن به.

ملفات متشابكة

واستبعد خليل معاذ (43 عاماً)، وهو اسم مستعار لمحام يقيم في دمشق، إنجاز أي اتفاق بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية في المدى المنظور، “بسبب تشابك ملفات الأزمة السورية.”

وقال “خليل” الذي يتحدر من منطقة القلمون بريف دمشق، لنورث برس, إن ما يحدث في الساحة السورية هو جزء من مخطط ” إدارة الأزمة في سوريا” من قبل قوى مختلفة.

وأضاف أن “لكل بقعة من الأرض السورية الكثير من الاضطرابات التي تتشابك مع المناطق الأخرى لتشكل معادلة واحدة تفضي لإدامة الأزمة إلى حين نضوج رؤية موحدة للأطراف الفاعلة في الملف السوري.”

وأشار المحامي إلى أن حل “الملف الكردي” لن يتم إلا ضمن حل شامل للأزمة السورية على أساس القرار الدولي رقم 2254 .”

ومطلع شباط/ فبراير الجاري، اتفق كل من الإدارة الذاتية وحكومة دمشق على فك الحصار الحكومي عن أحياء من حلب وريفها الشمالي مقابل فك الأسايش قيوداً فرضتها قرابة أسبوعين على حركة المربعين الأمنيين في الحسكة والقامشلي.

وتم التفاهم برعاية روسية بعد أن شهدت مدينة الحسكة تبادلاً لإطلاق النار بين الطرفين أسفر عن مقتل عنصر من القوات الحكومية وجرح ثلاثة آخرين.

تنسيق مع تركيا

ورغم الدور الروسي في الحادثة السابقة، يرى عامر حمدان (28 عاماً)، وهو اسم مستعار لكاتب سوري يقيم في العاصمة، أن الحكومة السورية “عاجزة عن إبرام أي اتفاق دون موافقة روسية.”

وأضاف “حمدان” أن من جملة الأسباب التي تعرقل أي اتفاق بين قسد والحكومة السورية هي “التفاهمات الروسية التركية والتنسيق الأمني الخفي بين تركيا ودمشق.”

وأشار إلى أن “الجميع يعلم أن هناك تنسيق استخباري بين سوريا وتركيا حول الملف الكردي، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان سبق وأن اعترف بوجود هكذا تنسيق.”

ويعتقد الكاتب السوري، الذي طلب عدم نشر اسمه خشية تعرضه لمضايقات أمنية، أن أي تفاهمات بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية “ستقوّض اتفاقات آستانة وسوتشي القائمة أساساً على منع أي نشاط كردي مقابل تقدم الجيش السوري تجاه مناطق المعارضة.”

ضغوط دولية

ويأتي هذا في وقت تواجه فيه مناطق الحكومة السورية أزمات معيشية مختلفة أبرزها نقص الخبز والمحروقات.

ويرى مراقبون أن مفتاح تخفيف تلك الأزمات يكمن في حصول اتفاق بين دمشق والإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا التي تسيطر على موارد حيوية شمال شرقي سوريا.

لكن خليل العاني (44 عاماً)، وهو اسم مستعار لترجمان محلف يعيش في منطقة المرجة وسط دمشق، يرى أن الضغوط الأميركية والروسية تمنع حصول أي اتفاق.

وقال “العاني” لنورث برس: “الطرفان بحاجة للاتفاق، لكنهما لا يملكان قرار الاتفاق من عدمه.. لا روسيا ولا الولايات المتحدة الأميركية لهما مصلحة في حصول هكذا اتفاق.”

وأشار إلى أن “الشعب السوري بمختلف أطيافه يدفع ضريبة تضارب الأجندات الإقليمية والدولية في الساحة السورية.”

وأضاف “العاني” أن على الأطراف السورية الفاعلة “تحييد قوت الناس اليومي عن الخلافات السياسية.”

إعداد: وحيد العطار – تحرير: خلف معو