مدرسة في مخيم سري كانيه.. أعداد كبيرة وصفوف بدائية تحرم طلاباً التعليم

الحسكة – نورث برس

يقول إداريون ومعلمون في مخيم سري كانيه شرق الحسكة، شمال شرقي سوريا، إن قلة إمكانات الإدارة الذاتية وغياب دعم المنظمات المعنية بالطفل أخّرت من بدء العملية التعليمية في المخيم، حيث لجأوا مؤخراً لتخصيص خيم وغرف مسبقة الصنع لتعليم الأطفال.

وفي السابع من هذا الشهر، افتتحت هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة مدرسة في مخيم سري كانيه، حيث تم تخصيص 14 شعبة صفية (10 خيم و4 غرف مسبقة الصنع).

أعداد كبيرة

وتسبب الهجوم الذي شنّته تركيا بمشاركة فصائل معارضة مسلّحة موالية لها في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019 على منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، بتهجير نحو 300 ألف شخص، وفقاً لبيانات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

ويضم مخيم سري كانيه الذي بدأ باستقبال نازحين من مراكز الإيواء بمدارس مدينة حسكة في أيلول/سبتمبر الماضي، 2600 عائلة، ويتم حالياً تجهيز قسم إضافي من الخيم لاستيعاب المزيد من النازحين، بحسب إدارة المخيم.


اقرأ ايضاً


وقال محمد حاجو وهو إداري في لجنة المدارس في مخيم واشوكاني وسري كانيه إنه ونظراً للأعداد الكبيرة للطلاب وقلة عدد الصفوف تم تقسيم الدوام إلى أربعة أقسام، حيث تم تخصيص ساعتين فقط لكل صف يومياً.

وأشار إلى أن طلاب المرحلة الابتدائية فقط يتلقون التعليم حالياً، “لعدم وجود شعب صفية للمرحلة الإعدادية والثانوية.”

ويضم المخيم نحو 3200 طالب وطالبة في مختلف المراحل التعليمية، منهم نحو 1700 طالب في المرحلة الابتدائية، بحسب “حاجو”.

ورأى “حاجو” أن ساعتين لكل صف تعتبر قليلة، “وخاصة أن الأطفال انقطعوا عن التعليم منذ خروجهم من سري كانيه، إضافة إلى أن الخيم ليست مكاناً مناسباً للتدريس.”

دعم نفسي

وأشار “حاجو” إلى ضرورة تقديم المنظمات مستلزمات الدراسة  من دفاتر وحقائب وقرطاسية للطلاب، “معظم العائلات تعجز عن تأمينها.”

لكن نيفين يوسف وهي معلمة لغة إنكليزية في مدرسة مخيم سري كانيه رأت أن الطلاب يحتاجون إلى دعم نفسي “نتيجة تركهم لمدينتهم ومدرستهم منذ نحو عامين، هم بحاجة لمساعدة ودعم نفسي لنستطيع استكمال العملية التعليمية على أسس سليمة.”

وذكرت المعلمة لنورث برس أن انقطاع الطلاب عن التعليم أثر على مستواهم، “هناك طلاب في الصف الرابع وهم بأعمار لا بد أن يكونوا في الصف السادس أو السابع”.

وأشارت إلى أنه هناك بعض الطلاب “مستواهم ضعيف جداً، لذا يجب تخصيص شعبة صفية خاصة لهم ليتم تعليمهم من البداية.”

ويجد المشرفون على التعليم في المخيم أن إمكانية ذلك “غير ممكنة” في الظروف الحالية وخاصة أن طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية ما يزالون بلا تعليم لقلة عدد الشعب.

وعبر يوسف سيدو (20عاماً) وهو نازح من سري كانيه عن سعادته بعودة شقيقتيه إلى مقاعد الدارسة، بعد انقطاع دام عاماً ونصف.

ويجد “سيدو” أن استيعاب شقيقتيه للدروس “قليل جداً، لأنهن ابتعدن عن الدراسة أثناء نزوحنا ولم يكن التعلم في خاطرهن، كان همهم وسؤالهم متى سنعود إلى سري كانيه ونعود إلى منزلنا؟.”

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد