محمد أبو ناموس: خطاب الحجة مليحة وكورونا تعبير صادق عن دور المرأة

القامشلي – نورث برس

قال محمد أبو ناموس، وهو كاتب مقالات سياسية وطبيب أمراض نسائية، إن خطاب الحجة مليحة وكورونا، “تعبير صادق عن دور المرأة في المجتمع.”

ومحمد أبو ناموس عمل طبيباً في أمراض النساء، ودبلوماسي بمرتبة سفير، وكتب المقالات السياسية، وشارك في الندوات والعمل الصحفي، وعمل مدير تحرير مجلة الهدف، ورئيس تحرير مجلة المخيم، وكتب العمود الساخر.

وأعد دراسات في الشأن السياسي العربي والفلسطيني، وأصدر روايتي” الهرف، وحراك الشهداء”.

وقال في حديث خاص لنورث برس: “ربما انعكست مهنتي على كتاباتي، فالطبيب حتى ينجح في مهنته عليه أن يستمع بشكل جيد وحرص شديد على شكوى المريض ومن ثم يقوم بمعاينته فيزيائياً.”

كورونا والقضايا العامة

وحول شخصية “كورونا” والقضايا العامة الكبيرة، قال: “كتبت النص في زمن انتشار وباء كورونا وخطورته على الحياة البشرية، فكورونا الوباء لعبت دوراً في تقطيع أواصل العالم وحتى المجتمعات والأسر.”

وتم إغلاق الحدود بين البلدان ما ساهم في تعطيل التواصل واستمرار العلاقات بين الناس، “فوقفت حياة الناس على رجل واحدة ولحق الأذى ليس بصحة الناس فقط بل بالاقتصاد العالمي.”

وأضاف أنه “زاد الفقراء فقراً والأغنياء والسماسرة ثراء، كما يقوم به ساسة العالم الثالث على مستوى الدول والمكونات السياسية بالتفرد في القرار والاستبداد بإدارة دفة العلاقات البينية للمجتمع عامة، ولمنتسبي المكونات خاصة.”

ولعبت كورونا دوراً مهماً “لتحل محل مشجب لهؤلاء القادة والمسؤولين في التمسك بمقاليد الأمور وعدم التنازل ولو شكلياً عن مهامهم مهما تكن الأسباب سواء صحية أو معنوية”، حسب “أبو ناموس”.

وأشار إلى أنهم “يقدمون الأعذار التي تكون أقبح مما ارتكبوه من ذنوب، فعلقوا خيباتهم وفشلهم على هذا الفيروس اللعين، فالفساد السياسي والحزبي تحملت مسؤوليته كورونا.”

وشدد على أن “الفيروس اللعين الذي اخترق أجساد البشر واستوطن في أهم أعضائهم، ومن ثم استطاع القضاء عليهم تماماً، كما هي طبيعة النظام السياسي والحزبي الذي يصيب الفقراء في مقتل، ويفتك بهم.”

وأضاف: “الفيروس مطمئن بأن مقاومته غير مجدية بعد استفحاله وتمدده في كامل الجسد، والفيروس الحزبي مثله نخر القاعدة الحزبية، وغرر بالقاعدة الجماهيرية وشوه النسيج الاجتماعي على نطاق واسع، لهذا اخترت اسم كورونا.”

الحجة مليحة الفقيرة

وأما الحجة مليحة فهي “الفقيرة وممثلة الوسط الفقير والناطقة بلسانهم والمتمردة على ما هو سائد والمقاومة الشرسة التي لا تدخر جهداً في مواجهة الظلم بكل ما تملك من قوة.”

وقال أبو ناموس، إن “هذا حال المرأة العربية والفلسطينية خاصة التي تم استغلالها بأبشع الصور من الاستعمار الاستيطاني وأدواته المحلية والمضحك المبكي عندما تشاهدها تتقلد المناصب الرفيعة.”

ويشرح وضعها أنه “يجري التعامل معها كإكسسوار وظيفي يؤدي خدمة مرسومة مسبقاً تخدم ولي الأمر بالضبط كما هو التاجر الذي يعرض بضاعته ويعلن التنزيلات عليها وهو مجرد كذاب وأفاق ومخادع.”

وعن استخدام أسماء بيئية لشخصياته، قال: “هذه الشخصيات معروفة في المجتمع ويشار لها من الصغير قبل الكبير بالبنان، لأنه في تماس مباشر معها، فهو يعاني من أفعالها وأقوالها ومعشر الفقراء يعرفون كل صغيرة وكبيرة عنهم.”

وأضاف: “إنهم ليسوا بحاجة إلى الغوص في بناءها، فهي قائمة وموجودة وأسماؤها تدل عليها، فهم من أفرغ المجتمع من منظومته الأخلاقية، وعمل على إضعاف دفاعاته الاجتماعية والفكرية.”

وعن تناول هذه الشخصيات للموضوعات الكبرى، قال إن طبيعة مثل هذه الشخصيات تبدع في رفع الشعارات التي هي انعكاس لمنظومة فكرية أخلاقية سياسية متدنية هبطت بكل هذه المفاهيم بما يتناسب مع مستواها وقدراتها الفكرية والأخلاقية.

وأشار إلى أن هذه الشخصيات “لم تقدم إلا فن الرياء والكذب، فبمجرد الإشارة لاسم أي منها تعرف بكل بساطة تكوينه الداخلي على كافة الأصعدة.”

اللغة الخطابية المستخدمة

وعن اللغة الخطابية التي استخدمتها هذه الشخصيات، قال: “اللغة جاءت انسجاماً مع المشهد السائد وانعكاساً له وحتى تصل لكل الطبقات والشرائح الاجتماعية، فالناس في مجتمعاتنا اعتادت على سماع الخطب السياسية الحماسية والدينية التي تهدد وتتوعد.”

ورمزية حضور السلطة في شخصية الشرطي “هو حال من يقومون بحماية الفساد والمفسدين، ويبدعون بالطرق والوسائل التي تحميهم وتذود عنهم”، بحسب الكاتب السياسي.

وعن القسوة والتسلط في تقديم الحضور الأنثوي قال: “لا أعتقد أن هناك قسوة في خطاب الحجة مليحة أو كورونا، إنما هو تعبير صادق وواقعي عن دور المرأة والمطلوب منها.”

وأشار إلى أن “حريتها لا تنفصل عن حرية المجتمع فعليها أن لا تنتظر مرسوماً أسرياً أو حزبياً أو حكومياً لنيل حقوقها بل عليها النزول للميدان والاشتباك اللفظي والفعلي مع من يضطهدها ويستغلها.”

وشدد على أنه “من خلال شجاعتها وقوتها وفروسيتها تستطيع أن تكون النار الدائمة وحامية الحلم والحياة، تحقق مرادها بجدها وعرقها.”

وقال إن “الحرية لا تستجدى بل تنتزع انتزاعاً، لهذا كان خطابهما خارجاً عن المألوف والتقليدي فأنوثة المرأة تكمن في وعيها وشجاعتها وحضورها.”

وعن المكان الروائي، قال: “تدور أحداث الرواية في الاجتماع، فالاجتماع يمثل الزمان والمكان لكل المكونات السياسية، فإبداعهم يتجلى ويتميز في عقد الاجتماعات وكثرتها والندوات والمهرجانات والخطابات الحماسية لأصحاب الأصوات الجهورية.”

ويتهمهم أنهم “يقولون ما لا يفعلون لهذا تمت الأحداث بالاجتماع حتى يتم محاصرتهم فيه ومواجهتهم بحقيقتهم، والتعامل معهم بما يستحقون كشكل من أشكال العقاب.”

الفساد السياسي والأخلاقي

وعن الفساد السياسي والأخلاقي، قال: “هو حصيلة التردي في الوضع السياسي العربي الرسمي وسيادة سياسة القطب الواحد في العالم، ونتاج ونموذج للتخلف والرجعية والاستغلال والفساد والتطاول على المكانة الاجتماعية.”

وأشار إلى أنه “تم الاستيلاء عليها باسم شرعيات يطلق عليها أحياناً الشرعية الثورية والتغني بالماضي والأمجاد، وترديد عبارة الزمن الجميل.”

وعن توظيف كتاب نظام التفاهة للفيلسوف الكندي “آلان دونو” في النص الروائي قال: “لتوجيه رسالة أن الخطاب السائد تافه ولا يعبر عن هموم ومصالح الشرائح الاجتماعية التي تدعي هذه القوى أنها تمثلها.”

وأضاف: “لم تعد مثل هذه الخطابات تنطلي حتى على بسطاء الناس رغم قدرة هؤلاء على استغلال العوز والحاجة للفقراء”، حسب أبو ناموس.

وعن التحالف الطبقي الفاسد، قال: “رغم اختلاف مستويات الفاسدين والمفسدين وقدرة كل منهم على نهب ثروات الأمة والحط من مكانتها بين الأمم وولاءاتهم المختلفة العابرة للحدود.”

وقال إنه “رغم تنازعهم على الإمساك بمقدرات الأمة وتبديدها على مآربهم الشخصية، إلا أن هناك قاسم مشترك يجمعهم ويوحدهم هو الخوف من صحوة الفقراء.”

وأشار إلى أنهم “يدركون أن ما يظهرونه من قوة واستبداد هو بيت العنكبوت، بل واهياً أكثر، لهذا تراهم متربصين ترتعد فرائسهم من أقل حركة لأبسط الناس فثقتهم بأنفسهم وثقتهم بمن حولهم واهية.”

إعداد: بسام سفر ـ  تحرير: معاذ الحمد