عائلات عائدة إلى خطوط تماس بريف إدلب رغم نقص الخدمات وفرص العمل

إدلب – نورث برس

يقول سكان عادوا إلى منازلهم في بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشرقي، شمالي سوريا، إن الخدمات مازالت معدومة في البلدة رغم مرور نحو عام على وقف إطلاق النار في محيطها.

وقال مسؤول محلي في البلدة إن أكثر من 500 عائلة عادت مؤخراً، بعضها من السكان الذين كانوا في مخيمات بريف إدلب، وأخرى نزحت من القرى المجاورة بريفي إدلب وحلب.

ورغم الهدوء النسبي منذ أواخر العام الفائت في معارة النعسان التابعة لناحية تفتناز، يخشى سكان وعاملو منظمات من الدخول إليها لقربها من مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية.

لكن سكاناً في البلدة قالوا إن المساعدات والخدمات تصل القرى والبلدات المجاورة، رغم وقوعها على خط التماس بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية.

ومطلع العام الفائت 2020، شهدت المنطقة معارك عنيفة بين فصائل للمعارضة السورية مدعومة من تركيا والقوات الحكومية المدعومة من روسيا.

وفي السادس من آذار/مارس من العام الماضي بدأ سريان وقف إطلاق النار في المنطقة عقب التوصل إلى اتفاق روسي-تركي في موسكو.

وقال فريد شحود، وهو رئيس المجلس المحلي لبلدة معارة النعسان، لنورث برس، إن أكثر من 40 بالمئة من أحياء البلدة والبنى التحتية فيها مدمرة.

وقدّر الأضرار التي لحقت بشبكة مياه الشرب والمحطات المغذية لها بـ 50 بالمئة، ما يضطر الأهالي لشراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة.

كما يضطر ذوو مرضى في البلدة لنقلهم إلى مدينة إدلب التي تبعد نحو 35 كيلومتراً، بسبب نقص التجهيزات والأدوية في النقطة الطبية في البلدة.

وتعمل فرق للدفاع المدني على فتح طرقات في البلدة من خلال إزالة الأنقاض منها، لكن واقع الخدمات الأساسية بقي على حاله، بحسب “شحود”.

وقال عامر الحلبي (37 عاماً)، وهو من العائدين للبلدة، إنه يفضل رغم ذلك السكن في منزله، “بسبب مرارة العيش في المخيمات”.

ويضطر “الحلبي” لشراء صهاريج المياه بأسعار مرتفعة، وسط صعوبات معيشية وقلة فرص العمل.

وإلى جانب الخدمات، يشكل غياب تنمية في مجال المشاريع الزراعية وتربية المواشي أبرز التحديات المعيشية للسكان الذين كانوا يعتمدون على تلك الأعمال في معيشتهم.

وقال يوسف صطوف (42 عاماً) إنه بدأ قبل أسابيع بحراثة الأرض وزراعتها بالقمح والشعير، “بالرغم من مخاوفنا من احتراقها وقت الحصاد نتيجة قربها من خطوط النار مع قوات النظام السوري.”

وأضاف أن الزراعة بقيت مصدر دخله الوحي، خاصة مع بقاء أطفاله الخمسة دون تعليم خلال سنوات الحرب.

ويضطر”صطوف”حالياً للذهاب إلى بلدة تفتناز المجاورة لشراء مادة الخبز بسبب عدم توفر فرن في بلدته.

إعداد: براء الشامي – تحرير: حكيم أحمد