أكاديمية لتعليم كرة القدم في حلب توفر مساحة تدريب لأطفال وناشئة

حلب – نورث برس

يقول متدربون ومدربون في أكاديمية الأهلي لتعليم كرة القدم للأطفال والناشئة بمدينة حلب، شمالي سوريا، إنها استطاعت توفير مساحة لاكتشاف مواهب وإعداد لاعبين محترفين.

وافتتحت الأكاديمية مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بإشراف أربعة إداريين وأربعة مدربين ذوي خبرة، وبجهود أهلية بعيداً عن عن المؤسسات الرياضية الرسمية التابعة للحكومة​.

“رياضة خارج المدرسة”

وتستقبل الأكاديمية الأطفال والناشئة ممن تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و16 عاماً، ويقول القائمون عليها إنهم يقومون بتعليم أصول اللعبة وفق معايير عالمية​.

وقال فجر قشقش (12 عاماً)، وهو متدرب في الأكاديمية، إنه يتمكن من ممارسة رياضته “المفضلة” في الأكاديمية خلال يومي العطلة في مدرسته.

وأضاف التلميذ الذي يوشك أن ينهي المرحلة الابتدائية من دراسته: “في الأكاديمية أعيش أجواء اللعبة وأقضي أوقاتاً ممتعة، نتعلم هنا أشياء جديدة لا نتعلمها في حصص الرياضة بمدرستنا.”

ويحلم “قشقش” بأن يصبح لاعباً هدافاً “في لعبة كرة القدم التي أعشقها.”

وتستقبل الأكاديمية روادها لقاء رسوم لا تتعدى عشرة آلاف ليرة سورية للمتدرب الواحد.

ويعتبر مدربوها أنها أول تجربة تدريب احترافية لكرة القدم في سوريا.

مساهمة لتطوير اللعبة

وقال بكري طراب (36 عاماً)، وهو مشرف على الأكاديمية ولاعب سابق في المنتخب السوري،  إن إهمال المؤسسات الرياضية الحكومية للعبة كرة القدم دفعهم للبدء بمشروعهم.

وأضاف لنورث برس: “من الإجحاف بحق كرة القدم السورية أن لا يكون لها أكاديميات مختصة تكون بمثابة مفرخة للاعبين محترفين.”

ويعتقد المشرف على الأكاديمية أنها ستقدم “مساهمة جديرة في لعبة كرة القدم السورية​، إذا ما تلقينا دعماً شعبياً أو بادر الاتحاد الرياضي لتقديم تسهيلات ​ودعم.”

وشهدت رياضة كرة القدم السورية خلال الأعوام الماضية تراجعاً وعزوفاً للجماهير عن تشجيع المنتخب الوطني.

ويعيد رياضيون سوريون سبب​ ذلك إلى عدم اكتراث مؤسسة الرياضة الرسمية بأسس​ البناء الصحيحة، وتركيزها على بطولات موسمية دون تحقيق أي نتائج مرجوة.

وقال صلاح شحرور (33 عاماً)، وهو مدرب في الأكاديمية ، إنهم يحاولون اكتشاف مواهب ومهارات كروية لدى المتدربين الصغار.

وأضاف “شحرور”، الذي كان في السابق لاعباً مهاجماً في نادي الاتحاد ومنتخب سوريا: “حين نقوم​ بتنمية مواهب وميول الطفل الكروية منذ الصغر، نصنع كرة قدم احترافية.”

“فساد ومناطقية وحرب”

ورغم أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر جماهيرية، إلا أنها تعرضت لإهمال من الأجهزة الحكومية.

وقال المشرف على أكاديمية الأهلي، بكري طراب، سبب تدهور مستوى فرق ولاعبي كرة القدم في البلاد إلى “أسباب عدة أبرزها الفساد والمحسوبيات.”

بينما رأى المدرب محمد ديب (45عاماً)، أن أكثر معاناة واجهتها كرة القدم السورية “هي الطبقية والمناطقية، فالأندية السورية الكبيرة خضعت لمافيات السلطة والمال طيلة عقود.”

وأضاف: “كانت الأندية تستقطب اللاعبين حسب انتماءاتهم ومناطقهم، ففريق الاتحاد الحلبي مثلاً لا يستطيع دخوله سوى أبناء المدينة من ميسوري الحال.”

وأشار إلى أن قرار اعتماد اللاعبين في أندية سورية أخرى يتم “باتصال تلفوني من مسؤول.”​

ويتمنى “ديب” ورفاقه أن ينجحوا في فتح باب احتراف اللعبة أمام جميع رواد أكاديميتهم وأن يتمكنوا من “إزالة بعض تبعات الحرب عن كرة القدم السورية.”

إعداد: نجم الصالح – تحرير: حكيم أحمد