شروط حياتية في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية تستقطب عائلات في حلب

حلب – نورث برس

يقول سكان انتقلوا من أحياء خاضعة لسيطرة الحكومة السورية إلى أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، شمالي سوريا، إنهم حصلوا على شروط حياتية أفضل من حيث توفر الخدمات وفرص العمل ومنازل بإيجارات منخفضة.

ويرى هؤلاء أن المشكلات والمخاوف الأمنية تندر في هذه الأحياء الواقعة في الجهة الشمالية لحلب، على عكس حال الأحياء الأخرى في المدينة.

“حي دون إذلال”

ويرى أرباب عائلات، انتقلوا حديثاً للسكن في حي الشيخ مقصود، أن توزيع المستلزمات المعيشية يجري وفق أنظمة وضوابط تشمل جميع سكان الحي.

وقال رجب مياسة (45 عاماً)، الذي انتقل من حي الميدان للسكن في منزل أحد أقاربه في الجهة الغربية لحي الشيخ مقصود، إن خياره في نقل السكن كان “صائباً.”

وأضاف أن الأمور أفضل بكثير من حيث الحصول المازوت والغاز والخبز وغيرها بشكل سلس دون الحاجة للوقوف في طابور، “ودون التعرض لإذلال.”

وأشار “مياسة” إلى أن الحصول على هذه الاحتياجات في حي الميدان كان يعتبر “إنجازاً” بعد الانتظار لساعات.

وفي العام 2012 كانت وحدات حماية الشعب قد صدت هجمات فصائل المعارضة عن حي الشيخ مقصود.

وعام 2016، قامت فصائل للمعارضة السورية المسلحة بقصف الحي بقذائف تحمل غازات سامة تسببت بإصابات عديدة بين المدنيين.

ومنذ نيسان/ أبريل 2019، تخضع أحياء الشيخ مقصود والأشرفية لإدارة مدنية مقربة من الإدارة الذاتية، ضمن نظام مؤسساتي مستقل عن مؤسسات الحكومة السورية في المدينة.

“دخل مادي أفضل”

وقال محمد العطار (29 عاماً)، وهو شاب من حي سيف الدولة، إنه نقل سكن عائلته إلى حي الأشرفية ضمن القسم الذي تديره الإدارة المدنية لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية.

وأضاف أن إيجارات المنازل “رمزية في الأشرفية مقارنة بباقي أحياء حلب.”

وكان “العطار” يعمل سابقاً في ورشة بحي الجابرية لقاء 120 ألف ليرة سورية، بينما يحصل الآن على “أجر افضل.”

وأشار “العطار” إلى أن “مخاوف من التمييز” انتابته بداية انتقاله للحي، ” لكن هذه المخاوف تبددت، لأن الجميع يعاملنا كأخوة وأهل.”

وتقول الإدارة المدنية لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية إن 18 ألف عائلة تسكن مجاناً في هذه الأحياء بعد قدومها من مناطق سورية مختلفة.

وتشكل أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، بالإضافة لمخيمات وبلدات بالريف الشمالي الوجهة الرئيسة لنازحي عفرين الذين فروا من انتهاكات الفصائل الموالية لتركيا منذ سيطرتها على منطقتهم عام 2018.

وتعرضت هذه المناطق لحصار من الحواجز الحكومية السورية التي منعت لعدة مرات، آخرها خلال هذا الشتاء، مرور شحنات من وقود التدفئة والطحين إليها.

ومطلع هذا الشهر، توصلت الإدارة الذاتية وحكومة دمشق لاتفاق لفك الحصار الحكومي عن حلب وريفها الشمالي برعاية روسية.

“لا مشكلات أمنية”

ودفعت المشكلات الأمنية التي تعيشها المناطق الحكومية في حلب عبد العزيز ديب (48 عاماً) لترك مسكنه في حي سليمان الحلبي.

وقال “ديب”، الذي يسكن مع أسرته حالياً في حي الشيخ مقصود، إن سبب انتقاله هو عمليات السرقة والسطو وحوادث إطلاق النار العشوائي من قبل “محسوبين على القوات الحكومية.”

كما وتتجه عائلات أخرى لهذه الأحياء هرباً من ملاحقة الأجهزة الأمنية الحكومية لأفرادها المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية.

وتفصل أحياء الشيخ مقصود غربي وشرقي والأشرفية عن الأحياء الأخرى في حلب ثلاثة حواجز للقوات الحكومية هي الأشرفية والعوارض ومغسلة الجزيرة.

وأضاف “ديب”: “أسكن الآن في منزل صديقي الذي يتحدر من الحي وهو مهاجر الآن.”

وأشار إلى إن “التعاون بين السكان والأسايش في الحي يتيح تنقل أفراد العائلات بحرية وأمان.”

إعداد: نجم الصالح – تحرير: حكيم أحمد