رام الله ـ نورث برس
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الخميس، أن تأخيراً قد طرأ في تنفيذ صفقة التبادل بين إسرائيل وسوريا برعاية روسية بسبب رفض المعتقلين السوريين إطلاق سراحهم اتجاه سوريا، وإنما إلى بلدهم في الجولان.
ولكن القناة “12” الإسرائيلية أشارت إلى صعوبات في المفاوضات لاستعادة الفتاة الإسرائيلية من سوريا. غير أن المصادر الإسرائيلية أشارت إلى أن التنفيذ سيكون “قريباً.”
وأمس الأربعاء، شدد نادي الأسير الفلسطيني على أن “صفقة تتم عبر وساطة روسية؛ لتحرير السوريين نهال المقت وذياب قهموز الأسير السوري من أبناء الجولان السوري، في عملية تبادل يتم خلالها إطلاق سراح فتاة إسرائيلية دخلت إلى الأراضي السورية، منطقة القنيطرة، عن طريق الخطأ، وتم اعتقالها من الجهات المختصة السورية.”
ولم تذكر المصادر تفاصيل عن الفتاة وتاريخ اعتقالها، لكن محمد مصالحة وهو مختص بالشأن الإسرائيلي، قال لنورث برس إن الحديث يدور عن اجتيازها الحدود نحو سوريا منذ خمسة عشر يوماً.
وأشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي لم يُجب على تساؤلات بشأن كيفية اجتياز هذه الفتاة للحدود بينما هي محصّنة بكاميرات وتأمين عسكري إسرائيلي مُحكم.
ورجح “مصالحة” أن روسيا هي التي بادرت بالاتصال بإسرائيل لإبلاغها عن الفتاة وليس العكس.
وأضاف: “هناك أبعاد سياسية وأمنية لقضية الفتاة الإسرائيلية أوسع من مجرد “مسألة إنسانية”، خاصة وأن وفداً عسكرياً واستخباراتياً إسرائيلياً من أعلى الرتب قد ذهب إلى موسكو لبحث أمور عدة.
وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء، على إجراء صفقة إنسانية بين إسرائيل وسوريا بوساطة روسية.
وقال نتنياهو لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “نعمل على إنقاذ الأرواح. أستغل علاقاتي الشخصية مع الرئيس بوتين لحل المشكلة، ونحن الآن في خضم اتصالات حساسة”.
وشدد نتنياهو على أنه يتم إجراء الصفقة بـ”تكتم ومسؤولية” في محاولة “لمعالجة هذه المسألة”، وأضاف: “أعتقد أننا سنحلها.”
وبحسب “مصالحة”، فإن توقيت قضية الفتاة الإسرائيلية ليس “بريئاً”، إذ أنه يبدو وكأنه “هدية جديدة” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة الشهر المقبل.
وأشار إلى أن مسارعة الرئيس الأميركي جو بايدن للاتصال برئيس الوزراء نتنياهو في نفس اليوم الذي تم الحديث فيه عن الصفقة برعاية روسيا “ليس من قبيل الصدفة.”
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي، إن نتنياهو حاول أن يستغل قضية الفتاة الإسرائيلية، للبعث برسائل إلى إدارة جو بايدن، مفادها “أننا نوثق علاقتنا وصداقتنا مع روسيا لترتيب ملفات المنطقة.”
ويأتي ذلك على ضوء تأخر اتصال بايدن بنتنياهو والحديث عن خلافات إسرائيلية -أميركية بشأن الملفين الإيراني والفلسطيني.
وسلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على المعتقل ذياب قهموز المزمع إطلاق سراحه بموجب الصفقة.
واعتبرت أن إسرائيل قدمت “قهموز كمعتقل ذو انتماء سوري، بينما هو عامل مع حزب الله.”