مرضى كلى في الرقة يتحملون تكاليف أدوية غير متوفرة في المشفى الوطني

الرقة – نورث برس

يضطر مرضى كلى يخضعون لجلسات غسيل الكلية في مدينة الرقة، شمالي سوريا، لشراء أصناف أدوية على نفقتهم الخاصة من الصيدليات وبأسعار يرونها “مرتفعة”، في ظل عدم توفرها بمشفى الرقة الوطني.

وقال أحمد الذياب (36عاماً)، وهو مريض كلية من قرية الطريفاوي شرق المدينة، إنه يشتري كل أسبوع دواء الإيبوئيتين بـ 13 ألف ليرة سورية إلى جانب أدوية لنقص الحديد وسيرومات يتراوح ثمن الواحد منها بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ليرة سورية.

ومنذ تسعة أشهر، يخضع “الذياب” لجلسات غسيل الكلية في مشفى الرقة الوطني بمعدل ثلاث جلسات أسبوعياً، “وتحتاج كل جلسة لأكثر من 27 ألف ليرة لتأمين الأدوية والتحاليل اللازمة.”

وأضاف: “لا أستطيع الاستمرار في تأمينها، فأوضاعي المادية متردية وأكاد أحياناً أعجز عن دفع أجور المواصلات للصول إلى المركز.”

ويعاني اثنان من أشقاء “الذياب” من مرض الفشل الكلوي أيضاً، فشقيقه الأكبر يخضع  لجلسات الغسيل منذ أكثر من 21 عاماً إضافة إلى شقيقته التي تخضع لجلسات الغسيل منذ ثلاثة أعوام.

ولظهور الفشل الكلوي عوامل متعددة أبرزها العامل الوراثي الذي يؤدي لإصابة عدة أشخاص في العائلة الواحدة.

وفي أيار/ مايو 2019، أعادت لجنة الصحة في الرقة افتتاح قسم الكلية في مشفى الرقة الوطني بالتنسيق مع منظمة الإغاثة الطبية لسوريا (MRFS).

 وكان المشفى قد أُغلق أثناء المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عام 2017.

وبدأ القسم بداية افتتاحه بأربعة أجهزة لغسيل الكلى، ليصل عددها الآن إلى 19 جهازاً تخدم 250 مريضاً، بحسب علي محمد وهو ممرض في القسم.

ومنذ عامين، يخضع جاسم محمد (48 عاماً)، وهو مريض كلية آخر، لجلسات غسيل بمعدل مرتين في الأسبوع.

يقول لنورث برس: “لا يوجد في القسم سوى الأجهزة، أشتري الأدوية من الصيدليات بأسعار متفاوتة.”

ورأى “محمد” أن على المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة ولجنة الصحة ومشفى الرقة الوطني تأمين الأدوية بأسعار مناسبة، ” فمعظم المرضى يعانون من تدني المستوى المعيشي لعدم قدرتهم على العمل كغيرهم.”

ورفضت لجنة الصحة في الرقة وإدارة مشفى الرقة الوطني الإدلاء بأي تصريح حول إمكانية توفير أدوية مرضى الفشل الكلوي.

لكن الممرض بقسم الكلية، علي محمد، قال إن لجنة الصحة قدمت عدة طلبات إلى مكتب المنظمات التابع للإدارة الذاتية لتوفير تلك الأدوية في ظل عدم تقديم المنظمة الداعمة للقسم لتلك الأدوية، دون أن يذكر تفاصيل أخرى.  

 إعداد: أحمد الحسن – تحرير: سوزدار محمد