سكان بلدة شمال الحسكة يطالبون بافتتاح أفران جديدة بسبب نقص الخبز
تل تمر – نورث برس
يقول سكان بلدة تل تمر شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، إن كميات الخبز المنتجة في الفرن العام الوحيد بالبلدة لا تلبي احتياجات السكان والنازحين الذين توجهوا للمنطقة منذ أكثر من عام.
فرن واحد
وقال محمود العرنة (48 عاماً)، وهو نازح من الريف الغربي لتل تمر إلى شرقيها منذ سيطرة الجيش التركي على منطقة سري كانيه (رأس العين) في العام 2019، إنه يستلم ربطتي خبز من الفرن الآلي لمرتين في الأسبوع، وهو ما لا يسد حاجة أسرته.
وأضاف: “المنطقة امتلأت بالنازحين والفرن الآلي ليس باستطاعته تغطية حاجة جميع السكان، خاصة العائلات الكبيرة.”
ويعيل “العرنة”، الذي يعمل موظفاً في مؤسسة تديرها الإدارة الذاتية، عائلته المؤلفة من 12 فرداً.
وتقول إحصائيات رسمية من لجنة شؤون المنظمات بتل تمر، إن الهجمات التركية في العام الماضي تسببت بنزوح نحو ثلاثة آلاف عائلة إلى منطقة تل تمر، تضم قرابة 30 ألف شخص جلهم أطفال ونساء تم إيواءهم في قرى ومراكز إيواء.
وتضم بلدة تل تمر فرناً آلياً عاماً وآخر سياحياً متوقفاً، بالإضافة لمخبزين حجريين وثلاثة أفران تنور محدودة الإنتاج.
وتباع ربطة الخبز السياحي بـ 500 ليرة سورية، بينما يباع رغيف الخبز “السميك” المنتج في الأفران الحجرية بـ 250 ليرة، في حين تباع 14 رغيفاً من الفرن الآلي بـ 200 سورية.
طحين غالٍ
ويطالب النازح “العرنة” وآخرون لجنة الاقتصاد ومجلس البلدة بإنشاء أفران جديدة أو توفير الطحين للسكان، ليتمكنوا من تأمين احتياجاتهم اليومية من الخبز.
ولا تستطيع عائلات ذات دخل محدود الاعتماد على الخبز السياحي بسبب ارتفاع سعره، بينما يحول عدم توفر الطحين والحطب أمام إعداد نساء الريف الخبز في منازلهن.
وبلغ سعر كيس دقيق القمح لنحو 45 ألف ليرة سورية في المطاحن الخاصة بالمنطقة.
وقال دلدار يوسف، وهو إداري في لجنة الاقتصاد بمجلس البلدة، إن اكتظاظ المنطقة بالنازحين أدى لعدم كفاية إنتاج الأفران الموجودة لحاجات السكان.
وأشار “يوسف” إلى أن الإدارة الذاتية تقوم حالياً بتوفير الطحين والمحروقات للأفران بأسعار مدعومة، بعد أن كانت مديرية المطاحن التابعة للحكومة السورية تتولى توزيع الطحين.
وخلال الشهر الفائت، شهدت مدينة الحسكة أزمة نقص للخبز بعد توقف أفران سياحية بسبب ارتفاع التكاليف على خلفية انهيار قيمة العملة المحلية، وتوقف أفران عامة نتيجة إيقاف مديرية المطاحن الحكومية توزيع الطحين عليها.
وقال الإداري في لجنة الاقتصاد إن القصف التركي المتكرر على البلدة وريفها غيّب أجواء الاستقرار التي تحتاجها مشروعات كافتتاح أفران جديدة خاصة أو عامة.
تكاليف إضافية
وفي شارع فلسطين، الذي يعتبر السوق الرئيس في البلدة، يشكو خالد رحيم، وهو صاحب مطعم شعبي في تل تمر، من قلة المستحقات اليومية التي يستلمها من الفرن الآلي بالبلدة.
وقال لنورث برس: “يومياً نستلم خمس ربطات لكنها قليلة جداً، ما يجبرنا على شراء خبز التنور من النوع الرقيق الذي يباع رغيفه بـ 125 ليرة، بينما فرن الخبز السياحي مغلق منذ مدة.”
وأضاف أن غلاء الخبز يؤثر على عمله بشكل مباشر، كون الخبز أحد عوامل غلاء الأطعمة التي يبيعها، وهو ما يحد من قدرة المواطنين على الشراء.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للفرن العام الوحيد في البلدة عشرة أطنان في اليوم، ما يقدر بـ 10.700 ربطة خبز تقريباً، ما يغطي احتياجات نحو 40 بالمئة فقط من سكان المنطقة، بحسب إداري في الفرن.
وقال إياد الراغب، وهو إداري في فرن تل تمر، إن آلية توزيع الخبز في الفرن تتم من خلال التناوب في توزيع الخبز ليوم في المدينة ويوم في القرى عن طريق معتمدي البيع.
وأضاف أن شكاوى السكان محقة، فكميات الخبز قليلة بسبب نقص الطحين والمشاكل الفنية التي تحدث أحياناً، وذلك وسط وجود أعداد النازحين في المنطقة.