صناعيون نزحوا من حلب: منبج بيئة مناسبة للاستثمار لكن ليست دون عراقيل

منبج – نورث برس

يقول صناعيون استقروا في مدينة منبج، شمالي سوريا، إنهم اختاروا المدينة مكاناً لأعمالهم، لتوفر البيئة المناسبة للاستثمار، لكنهم لا يخفون انتقاداتهم لبعض الصعوبات التي تعرقل تطوير أعمالهم.

وأصبحت مدينة منبج مستقراً لصناعيين نزحوا من مدينة حلب خلال سنوات الحرب، وخاصة ممن كانوا يعملون في مدينة الراموسة الصناعية.

“موقع استراتيجي”

وقال زكور حاج بكري (38 عاماً)، وهو ميكانيكي يتحدر من مدينة حلب، إن عمله في منبج يضاهي عمله السابق في منطقة الراموسة الصناعية بحلب.

 وبعد اشتداد المعارك بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة داخل مدينة حلب في العام 2013، قدِم “حاج بكري” إلى مدينة منبج ليكمل عمله في صيانة المولدات.

وكانت الراموسة، إحدى المدن الصناعية بمدينة حلب، تشتهر بمحال صيانة السيارات وتصنيع وبيع قطع الغيار.

وقام مع صناعيين آخرين، بعد وصولهم لمنبج، باستئجار محال في المنطقة الواقعة على طريق حلب الدولي M-4 بالقرب من مقبرة الشهداء في الجهة الجنوبية من المدينة.

وأضاف “حاج بكري” لنورث برس: “بعد تحسن عملنا، بدأنا بشراء محال والاستقرار في المدينة بشكل كامل.”

وتتميز مدينة منبج بموقعها الاستراتيجي الهام، وتصل مناطق سيطرة الإدارة الذاتية مع مناطق سيطرة كل من المعارضة والحكومة السورية.

وتنشط الحركة التجارية في المدينة التي تعتبر مصدراً أساسياً لنقل البضائع إلى مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا.

نجاح وشهرة”

ووصلت شهرة صناعيي حلب العاملين في مدينة منبج إلى كافة مناطق شمال وشرقي سوريا.

وقال “حاج بكري”: “لدينا زبائن من مدينة كوباني والقامشلي والحسكة وباقي مناطق الجزيرة السورية”

 ويبلغ عدد محال الصناعيين القادمين من المنطقة الصناعية في الراموسة بحلب إلى مدينة منبج قرابة 200 محل لمهن متنوعة مثل كهرباء السيارات وقطع الغيار والميكانيك إلى جانب صناعة بعض قطع الغيار.

لكن محمد شوقي (45 عاماً)، الذي نقل عمله في بيع قطع الغيار من الراموسة بحلب إلى منبج، قال إنهم عدم وجود كهرباء نظامية.

وأضاف: “غالبية الأعمال هنا تعتمد على وجود الكهرباء، أقوم بتشغيل المولدة فترات طويلة وهذا الأمر مكلف.”

 وتقدم غرفة الصناعة والتجارة في منبج مادة المازوت بسعر مدعوم (75 ليرة للتر الواحد) للمنشآت الصناعية الحاصلة على سجل صناعي، بحسب تصريح سابق لمحمد هداد، الرئيس المشارك للغرفة.

لكن “شوقي” قال إنه يضطر لشراء كميات من المازوت من السوق السوداء بأسعار تصل لـ500 ليرة سورية للتر الواحد، لأن عمله يتطلب توفر الكهرباء لساعات طويلة.

“مشروع طريق”

وذكر أنه تلقى مؤخراً إنذاراً من بلدية الشعب في منبج بضرورة نقل المعدات من أمام المحال لأن البلدية تعمل على تعبيد الطريق.

وينتقد الصناعي قصر المهلة الممنوحة له (عشرة أيام) وخاصة أن الوقت شتاء.

ويرى أن على البلدية إعادة النظر في الإنذار وتمديد المهلة لمنح الصناعيين مدة كافية لنقل معداتهم.

وقال قاسم العبود، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في منبج، إن فتح الطريق في المنطقة حاجة ضرورية لسكان المنطقة، إلى جانب الحاجة لطريق يفصل بين المساحة الخضراء على الطريق الدولي والتجمعات السكنية.

وأضاف لنورث برس: “لن نكتفي بمهلة واحدة بل سيكون هناك العديد من الإنذارات وقد تصل المدة الممنوحة إلى شهرين.”

لكن “العبود” شدد على أن فتح الطريق سيتم وعلى أصحاب المحال في المنطقة نقل معداتهم “للإسراع في إنجاز الطريق الذي سيخدمهم بالدرجة الأولى قبل بقية سكان المنطقة”، على حد قوله.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد