ناشط مدني: إهمال الملف السوري في الخطاب الأول لبايدن لا يغير استراتيجية أميركا
القامشلي – نورث برس
قال ناشط مدني سوري، إن الإهمال والتهميش المدروس للملف السوري في خطاب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، لا يعني التغيير في الاستراتيجية الأميركية بتغيير الرئيس.
وجاء الخطاب الأول لبايدن دون ذكر اسم سوريا، ورسم هذا الخطاب سياسة الإدارة الأميركية على الأقل خلال المئة يوم الأولى.
وقال يوسف عزو، وهو ناشط مدني يقيم في السلمية بريف حماه، لنورث برس، “من الخطأ الاعتقاد بهامشية الملف السوري فقط لأنه لم يذكر بخطاب بايدن.”
وأضاف: “أولاً لأن الخطاب الأول لم يكن يوماً خارطة طريق للممارسة السياسية الأميركية المعروفة.”
واستشهد بقول جون دالاس وزير الخارجية الأميركي في مطلع الخمسينيات إن سوريا “هي أكبر حاملة طائرات ثابتة على وجه الأرض.”
وأشار إلى أن الاستراتيجية الأميركية في المنطقة لا تغفل هذه القاعدة مهما تبدلت إداراتها.
وقال عزو غالب الظن إن مثل هذه الخطابات تصاغ بمساعدة علماء نفس واجتماع وسياسة يشرفون على العناصر الحاضرة والغائبة فيه، لمعرفتهم “بمدى انشغال العالم بدلالاته ورموزه.”
وأضاف: “كلمات السر التي ينطوي عليها كثيرة، لذلك فالغياب في هذا الخطاب لا يحمل دلالة التهميش، فإسرائيل كذلك غاب ذكرها.”
وفي سياق متصل قال الناشط المدني”عزو” إن الذي “يحكم بايدن الآتي إلى السلطة بعد الظاهرة الترامبية التي مزقت اتفاقات إدارة أوباما مع إيران بات عليه أن ينجز اتفاقات جديدة.”
وقال أيضاً إن هذا “الاتفاقات ضرورية للمصلحة الأميركية مع قوى إقليمية أساسية في المنطقة بالتحديد إيران وتركيا، بما تشكل الأزمة السورية المفتوحة مسرحاً لاستنزافها وصولاً إلى تسويات نهائية.”
وشدد على أن “إيران تمثل قلب العالم للحزب الديمقراطي الأميركي، حسب بريجنسكي أبرز منظري الحزب الديمقراطي والذي قال: “لإيران أهمية كبرى لنا لتنوع إطلالاتها الجيوسياسية وحاجتنا لها عندما نستدير نحو شرق آسيا.”
وقال عزو إن” الدور الوظيفي للملف السوري كموضوع تفاوض ومساومة مع الطرف الإيراني، يستوجب ضبط إيقاعه مع إيقاع اتفاق جديد يتوافق مع جميع الأطراف بما فيها إسرائيل.”
وأضاف “عزو” أن تركيا “تورطت بالوحول السورية”، ومقبلة على استحقاق مهم مع اقتراب انتهاء مدة معاهدة لوزان. وبالتالي تحررها من القيود التي كبلتها بها الأطراف المنتصرة بالحرب العالمية الأولى.”
وأشار إلى أن “الاستفادة القصوى لتركيا من النفط والماء والثروات المعدنية في أراضيها، وهذا ما يشكل أرضية صلبة لولادة عملاق دولي إسلامي غير مرغوب به غربياً وإسرائيلياً.”
وتوقع أن تمارس “ضغوط كبيرة على تركيا عبر الموضوع الكردي وانطلاقاً من الساحة السورية كي تبقى رهينة عدم الاستقرار والإرباك.”