أديبة لبنانية: زواج القاصر آفة المجتمع الشرقي

الرقة – نورث برس

قالت ناريمان علوش الأديبة والإعلامية اللبنانية، الاثنين، إنها استمدت شخوص ووقائع روايتها الأخيرة “زواج قاصر” من المجتمع الشرقي وبيئاته المحافظة.

وأضافت “علوش” لنورث برس عبر اتصال هاتفي، أن المجتمعات الشرقية عادة لا تلتفت إلى أهمية تثقيف الفتاة جنسياً قبل دخولها معترك الحياة الزوجية.

“وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة لها ارتداداتها خاصة في وقتنا الحالي حيث وسائل التواصل الاجتماعي وعالم السوسشيال ميديا”، بحسب الأديبة اللبنانية.

وجاء كلام الأديبة والإعلامية اللبنانية ناريمان علوش عقب صدور روايتها الأخيرة “زواج قاصر” والتي تناولت فيها مشكلة زواج القاصرات وما تقاسيه الفتيات لدى إقدام ذويهن على تزويجهن قبل فترة النضوج.

واقع المجتمعات الشرقية

وتطرقت علوش في روايتها عن واقع المجتمعات الشرقية ووجهات النظر المتباينة حيال ظاهرة زواج القاصرات، وانعكاسات هذه الظاهرة على المجتمع، وخاصة الفتيات القاصرات المتزوجات.

والرواية عبارة عن 144 صفحة من القطع المتوسط، صدرت عن دار ناريمان، وتدور أحداثها في لبنان، وتحكي قصة هاجر التي تزوجت من ابن عمّها تيم وكانت  قاصراً.

غلاف رواية زواج قاصر
غلاف رواية زواج قاصر

وتتشابك الحبكة القصصية في الرواية عندما ترصد المراحل التي مرّت بها منذ لحظة الزفاف إلى الطلاق.

ولكن، بحسب الرواية، “لا سنوات الزواج الطويلة ولا الحرب ولا الخيبات استطاعت أن تجعل من هاجر امرأة ناضجة وبقي الزواج قاصراً.”

وناريمان علوش شاعرة وروائية وإعلامية لبنانية، وهي صاحبة “دار ناريمان للنشر”، وصدر لها عدة أعمال أدبية، مثل “امرأة عذراء” و”الصفحات البيضاء” و”نصف ضائع” و”إلى رجل يقرأ” ومؤخراً رواية “زواج قاصر”.

وتأملُ علوش أن تؤثر روايتها  الأخيرة بشكل بنّاء، وقدرة على تصويب كلّ المسارات الخاطئة في المجتمع الشرقي وخاصة مشكلة زواج القاصرات، والتي تعد محور روايتها الأساسي.

وأعربت “علوش” في حديثها لنورث برس عن أسفها “لأن معظم قوانين الأحوال الشخصية في بلدها لبنان تسمح بتزويج الطفلات”، بحسب قولها.

وقالت: “المؤسف أكثر، أن (الطوائف) هي من تحدد العمر الذي يُسمح فيه بتزويج الفتاة وتعطي الفرصة لطفلة لم ينضج اللون في أحلامها أن تصبح أمّاً وهي لم تتخطّ طفولتها بعد.”

ويوجد في لبنان وغيرها من الدول العربية الكثير من الجمعيّات والحملات النسوية  التي تطالب بقانون مدني موحّد بهدف أن يصبح الحدّ الأدنى لسن الزواج 18 عاماً، “وهذا إن دل يدل على تفشي ظاهرة زواج القاصرات”، بحسب الأديبة اللبنانية.

وتعمل “علوش” إلى جانب كتاباتها الأدبية، معدّة ومقدّمة برامج تلفزيونية وإذاعية في لبنان.

وتنشط في قضايا المرأة والثقافة والمجتمع وشاركت في العديد من الأمسيات والندوات والمؤتمرات في لبنان وخارجه.

أسباب التزويج المبكر

وتطرقت “علوش” في روايتها إلى العديد من الأسباب التي تدفع الأهل إلى تزويج بناتهم في سنّ مبكر كالفقر أو بحثاً عن ملاذ للشرف بالإضافة إلى العادات والتقاليد.

وعن وجهة نظر الأديبة “علوش” بالأدب النسوي العربي لكاتبات مثل أحلام مستغانمي وكوليت الخوري ونازك الملائكة، وعن مدى أيهما أكثر قدرة على التعبير عن الواقع المرأة، الأديب أم الأديبة، قالت: “برأيي الشخصي، أن الكاتب أكان رجلًا أم امرأة حين يكتب يخرج من جلده وجنسه ولونه وعمره.”

وأضافت: “يخرج من الأزمنة والأمكنة والوقت، كلّ كاتب إن لم يسبُر أعماق قلمه وفكرته ومخيّلته لن يكون كاتباً أبداً.”

وأشارت إلى أن الكتابة “ليست لغة فحسب، بل هي التعمّق بالإحساس والتجربة وتقمصّ الفكرة والمعنى حتى تصل لمرحلة تستطيع فيها أن تكتب ما يجول في خيال عصفور أو فراشة.”

وقالت ناريمان علوش الأديبة والإعلامية اللبنانية: “لذلك أنا ضد تقييم الكاتب والكتابة وتصنيفها حسب الجنس.. وحده مستوى الكاتب الإبداعي ما يستطيع أن يحدّد مستوى تحليقه في الوصف.”

إعداد: مصطفى الخليل ـ تحرير: معاذ الحمد