سكان ونازحون في الرقة يتهمون الحكومة بتحريض السوريين ضد بعضهم البعض

الرقة – نورث برس

اتهم سكان ونازحون في مدينة الرقة، شمال شرقي سوريا، حكومة دمشق وموالين لها بإثارة الفتن من خلال التمييز بين السوريين بعد سنوات من الحرب التي احتوت ظواهر تفرقة وكراهية.

ويقول هؤلاء إن الحرب أذكت مشاعر تمييز وكراهية بين السوريين، بينما يحاول موالو الحكومة ومسؤولوها إثارتها على نحو أوسع.

“لا فائدة للسوريين”

وقال  محمد العبدالله (70 عاماً)، وهو من سكان مدينة الرقة، إنه وأبناء جيله من السوريين لم يتداولوا في أحاديثهم يوماً أن هذا عربي أو أن هذا  كردي أو أن ذاك علوي أو سني أو مسيحي.

وأضاف: “كنا نعيش أخوة فلا فرق بيننا.”

واعتبر الشيخ السبعيني أن “الحرب في سوريا هي بالأساس فتنة”، وأن دولاً تقف خلف هذه الفتنة لتخدم مصالحها، بينما لن يستفيد السوريون منها بشيء.

وكانت مدينة حسكة قد شهدت الأحد الماضي، تبادلاً لإطلاق نار بين موالين لحكومة دمشق من جانب وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) من جانب آخر، ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات الحكومة وإصابة ثلاثة آخرين.

وعقب ذلك صدر بيان عن القيادة العامة للأسايش حمل مسؤولين للحكومة بمدينة حسكة “مسؤولية التوترات التي تحصل في المنطقة مؤخراً.”

وجاء التوتر على خلفية قيام قوات حكومية بمنع عبور شحنات محروقات ودقيق القمح إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب ومخيمات لنازحي منطقة عفرين في ريفها الشمالي.

وأُعلن، يوم أمس الثلاثاء، اتفاق بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق حيال التوتر بين الطرفين في منطقتي حلب وحسكة، وفك الحصار الحكومي عن حلب وريفها الشمالي برعاية روسية.

“دعوات تحريضية”

وقال علي الشيخان (40 عاماً)، وهو نازح من مدينة عفرين في حي الحرامية في الرقة، إن النظام السوري هو سبب الفتن التي تحصل بين السوريين وآخرها في حسكة وقامشلي.

ونزح “الشيخان” وأفراد أسرته من مدينة عفرين باتجاه الرقة عام 2018 بعد احتلالها من قبل الجيش التركي وفصائل مسلحة سورية موالية له.

ويرى النازح أن حكومة دمشق كانت متواطئة مع تركيا في احتلال عفرين وقراها، وأن تركيا لم تكن لتتمكن من السيطرة على منطقته لولا ذلك.

وأشار “الشيخان” إلى دعوات تحريضية من قبل موالين للحكومة مثل منشور نشرته الإعلامية غالية الطباع على صفحتها في موقع فيسبوك، وقال إن كلامها كان “مخزياً” ولا يمت للإنسانية بصلة.

وكانت “الطباع” قد نشرت أنها تتمنى أن تكون وزير الدفاع حتى تستطيع “حرق عناصر قسد وأطفالهم بالكيماوي”، لكنها حذفت منشورها بعد انتقادات واسعة لها من قبل نشطاء ومتابعين.

ويعتقد “الشيخان” أن من واجب جميع القوات العسكرية في سوريا أن تتحد “من أجل محاربة الإرهاب والتطرف.”

“كفانا حروباً”

من جانبه، قال حامد المداد (28 عاماً)، وهو نازح من مدينة دير الزور يعيش في الرقة، إنه يريد حياة خالية من التمييز والتفرقة والطائفية، “كفانا حروباً وتشريداً.”

وخلال عقد من الحرب والأزمات في البلاد، اختلفت أوضاع المناطق السورية من حيث توزع القوى المسيطرة من موالية للحكومة أو المعارضة أو قوات سوريا الديمقراطية.

 بينما برز تأثير قوى إقليمية ودولية أيضاً على معظم مساحة البلاد بحسب كل منطقة ومكوناتها الدينية والقومية.

ويستذكر “المداد” بدايات الحرب في سوريا والظروف التي تسببت بخروجه من دير الزور إلى تركيا ثم لبنان بقصد العمل وتدبر أمور معيشته وعائلته.

ويتحسر النازح على السنوات العشرة التي أفناها في النزوح والعمل بعيداً عن منزله ومسقط رأسه، ويتمنى عودة قريبة لمنزله في دير الزور.

إعداد: عمر علوش – تحرير: مصطفى الخليل