إسرائيل: إيران هي التهديد الوحيد لكنّها تحت السيطرة الآن
رام الله ـ نورث برس
قالت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الأربعاء، إن إسرائيل تواجه تهديداً واحداً يمكن أن يتطور ليأخذ أبعاداً وجودية: “إنه التهديد الإيراني.”
لكن الصحيفة المقربة من نتنياهو اعتبرت أنه في هذه المرحلة “فإن التهديد هو تحت السيطرة المقرونة بإضعاف إيران.”
وسياسة الإضعاف تكون بواسطة العقوبات، وقمع تمدُّدها في سوريا في حرب استباقية محدودة، وارتداع عن توسيع المواجهة بسبب تصميم إسرائيل والولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.
وأضافت أن “سِمات التهديد الإيراني يعرفها مَن يفحص الصورة الاستراتيجية الكاملة.”
وأساس هذه السمات، هو “محاولة فرض هيمنة هذه القوة الإسلامية العظمى القوية والراديكالية على الشرق الأوسط على حساب دول عربية ضعيفة، وجزء منها لم يعد قادراً على إدارة أموره.”
وأعادت الصحيفة اليمينية الإسرائيلية انتقاد الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015. وأشارت إلى أن الرئيس الأسبق باراك أوباما عرقل جهود إيران في تخصيب اليورانيوم لعشر سنوات.
ولكن أوباما لم يمنع تطوير أجهزة الطرد المركزي المتطورة، ولم تكن هناك رقابة فاعلة على تطوير السلاح، ومن خلال تجاهُل الدفع قدماً بوسائل القتال الباليستية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بهذه الطريقة “سمح لإيران فعلياً بإنشاء مجال على درجة منخفضة. لكنه قابل للتطوير كي تصبح دولة على عتبة النووي”، وفق الصحيفة.
“هيمنة إقليمية”
وأضافت: “في الاختبار الاستراتيجي الواسع منح أوباما إيران موافقة على ما هو أساسي بالنسبة إلى الهدف، السعي لهيمنة إقليمية، بثمن كبح مؤقت وجزئي للقنبلة النووية التي تهدف إلى ضمان حصانتها.”
لكن صحيفة “إسرائيل اليوم” تعتقد أن هذا المخطط يحاول بايدن استئنافه الآن على أمل إدخال تحسينات هامشية.
وأشارت إلى أن الإيرانيين يشعرون بحماسته للتوصل إلى اتفاق والآفاق المحدودة لفهمه وتوقعاته: “هو لا يقبل أن المشكلة تتمثل في إيران قوية والرد هو إضعافها.”
واعتبرت الصحيفة أن أسلوب موفده الكبير يدل على نيات الرئيس، “بايدن اختار موفداً متمرساً ولطيفاً هو روبرت مالي، مع سجل كبير من علاقة غير ودية مع إسرائيل والتعبير عن تفهمه لخصومها الراديكاليين المُعادين أيضاً للولايات المتحدة.”
وفي كامب ديفيد 2000 أيّد “مالي” فعلياً سردية ياسر عرفات. “لو أراد بايدن الحصول على ثقة إسرائيل وحلفائها العرب لكان أعاد النظر. رئيس الأركان يدرك كل هذا جيداً”، كما جاء في الصحيفة.
إلى ذلك، ردت الولايات المتحدة بفتور أمس الثلاثاء، على اقتراح إيراني يتضمن اتخاذ واشنطن وطهران خطوات متزامنة للعودة إلى الاتفاق النووي.
وكان ظريف اقترح الاثنين طريقاً للتغلب على الجمود بين الولايات المتحدة وإيران بشأن من يبدأ أولاً العودة إلى الاتفاق النووي، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.
وقالت إنه لا تزال هناك خطوات يتعين اتخاذها قبل أن تبدأ الولايات المتحدة التحدث مع الإيرانيين أو قبول مقترحاتهم.
“استئناف الامتثال”
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية “للجزيرة”، إن “المشاورات الوثيقة مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية؛ ضرورية من أجل إقناع إيران باستئناف امتثالها للاتفاق النووي، ومعالجة عدد من القضايا التي تشكل مصدر قلق بالنسبة لطهران.”
وأضاف المتحدث الأميركي أن الولايات المتحدة تتشاور مع الأوروبيين ومع أطراف أخرى، لم يسمها، بشأن المضي قدماً في هذا الملف.
وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن رئيس الموساد يوسي كوهين سيتوجه إلى الولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وسيعرض كوهين أمام أركان إدارة بايدن معلومات استخبارية في محاولة لمنعها من العودة إلى الاتفاق النووي بشكله السابق، ووضع الشروط الإسرائيلية على الطاولة بشأن أي اتفاق مُعدّل على هذا النحو.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قوله إن أمام إيران 6 أشهر لإنتاج مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي.
ونقلت الصحيفة عن شتاينتز قوله إن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ألحقت بالفعل ضرراً بالبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أنه في ما يتعلق بالتخصيب، فإن الإيرانيين في وضع يحتاجون فيه إلى نحو 6 أشهر إذا نفذوا كل المطلوب، أما بالنسبة للأسلحة النووية، فإن ذلك يتطلب مدى زمنياً بين عام وعامين.
“تهدئة التوترات”
وفي خطوة تعكس رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في تهدئة التوترات مع إيران، أعلن البنتاغون أمس الثلاثاء، أن حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” (USS NIMITZ) غادرت الخليج، بعدما قضت شهوراً عدة في مياهه.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، في تصريحات خلال لقائه الدوري بوسائل الإعلام، إن قرارات وزير الدفاع الأميركي ترتكز على تقييم التهديدات في منطقة الشرق الأوسط.