شيخ عشيرة عربية ينفي وجود اتصالات بين شيوخ العشائر في شمال شرقي سوريا وتركيا

تل أبيض/كري سبي – جهاد نبو/ فتاح عيسى – NPA
أكد شيخ عشيرة الهنادى في منطقة تل أبيض/كري سبي، إبراهيم العيسى أنه لا يوجد بينهم شيوخ ووجهاء لعشائر عربية في المنطقة على اتصال أو تواصل مع تركيا, نافياً وجود أي إغراءات أو وعود قدمت له أو لشيوخ العشائر من أي طرف خارجي.
وأشار العيسى في حديث لـ"نورث برس" إلى أنه ربما يكون هناك "أشخاص ضعفاء أنفس لا يمثلون سوى أنفسهم وهم ليسوا بشيوخ أو وجهاء عشائر".
وأضاف الشيخ إبراهيم العيسى أحد وجهاء العشائر العاملين في لجان الصلح في مدينة تل أبيض، أن كل ادعاءات تركيا أن شيوخ ووجهاء العشائر العربية يريدون دخول القوات التركية إلى المنطقة لتخليصهم من الإدارة الذاتية, هي "محض افتراء وكذب" مؤكداً أن وجهاء العشائر في المنطقة يقفون ضد التهديدات التركية المستمرة باجتياح المنطقة.
ولفت إلى حضور أغلب وجهاء العشائر في خيم الاعتصام المنددة بتلك التهديدات والحشود العسكرية التركية.

التهديدات التركية
وأكد العيسى أن العشائر العربية في المنطقة موقفها واضح حيال التهديدات التركية على منطقتهم، فهم "لا يقبلون بهذه التهديدات والحشود العسكرية، ويقفون خلف أبنائهم في قوات سوريا الديمقراطية ضد هذه التهديدات والحشود العسكرية".
وأشار العيسى إلى أنهم يعرفون تركيا وخلفيتها وأعمالها، "لأنهم إذا دخلوا المنطقة سيكونون بلاء على الشعب، فالشعب في المنطقة يهرب من شر أعمال تركيا ولا يريدون خيرهم"، منوهاً أنهم يساهمون في توعية الأهالي بغايات تركيا من التهديدات والتدخل في المنطقة، "فتركيا تريد نهب البلاد وتخريبها".
وأضاف العيسى أن تركيا "تحاول تصدير أزمتها الداخلية بسبب مشاكلها المتعلقة بانتخابات البلدية وتراجع جماهيرية الحزب الحاكم بين الشعب، وتوجيه أنظار العالم للخارج، وهو دليل أن حزب العدالة والتنمية الحاكم وقيادته، يختلفون عن الشعب التركي، الذي نعتبره أصدقاء لنا وجيران ويتمنون لنا الخير مثلما نتمنى لهم".
وحول موقف العشائر العربية في منطقة تل أبيض من الحكومة السورية أضاف العيسى "الأهالي عاتبون على الدولة السورية لأن هذه الأرض تبقى سورية والشعب هو شعب سوري، وكان من المفترض على الدولة السورية الوقوف إلى جانب الشعب السوري ضد تركيا".
وطالب العيسى الحكومة السورية بالعون في كل المجالات وخاصة الرد على التهديدات التركية والوقوف إلى "جانبنا في وجه التهديدات".

الإفراج
وفيما يتعلق بدور وجهاء العشائر في الوساطة لإخلاء سبيل بعض المنتسبين لصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من أبناء المنطقة، أكد العيسى أن وجهاء العشائر -وهو منهم- طالبوا بالإفراج عن بعض السجناء وتم تنفيذ مطلبهم بإخلاء سبيل نحو /50/ شخصاً من أبناء المنطقة،  قائلاً "هؤلاء المفرج عنهم لم يرتكبوا أي جريمة وهم الآن في منازلهم ويمارسون أعمالهم، لم يحصل أنه وبعد الإفراج عن هؤلاء الأشخاص أن قام أحدهم بتنفيذ أعمال إرهابية وتنكر لوساطة العشائر".
وأضاف العيسى أن ما يحدث من "خلل أو أية أعمال إرهابية سببها وجود الخلايا النائمة في الرقة وتل أبيض ونواحيها"، مؤكداً أنه لا يوجد "أية أعمال إرهابية نفذها أشخاص تم الإفراج عنهم بكفالة أو بعفو أو بمطلب من شيوخ العشائر".
وأكد العيسى أن من تم الإفراج عنهم هم من الذين عملوا كموظفين لدى تنظيم "داعش" في الأعمال المدنية، لكن لا يوجد من بينهم من قام بقتل المدنيين أو إعدامهم في الساحات لأن شيوخ العشائر لم تطالب بالإفراج عن هؤلاء.

العلاقة مع الإدارة الذاتية
وفيما يتعلق بتمثيل العشائر في الإدارة الذاتية أوضح الشيخ إبراهيم العيسى، أنه ليس راضياً عن مستوى تمثيل العشائر في الإدارة الذاتية، مطالباً بتمثيل أكثر للعشائر، لافتاً إلى أن مجلس الأعيان والذي تشكل من /125/ عضو من جميع العشائر "مهمش".
وأضاف العيسى في هذا السياق "اجتمع مجلس الأعيان مع بداية تحرير المنطقة أثناء إعلان الإدارة الذاتية في المنطقة لترشيح وانتخاب أعضاء مجلس الإدارة، ومن ثم توقفت اجتماعات مجلس الأعيان، الذي لم يجتمع سوى مرتين منذ أربع سنوات".
وحول مطالب وجهاء العشائر في منطقة تل أبيض من الإدارة الذاتية، أكد الشيخ إبراهيم العيسى، أن مطلبهم من الإدارة الذاتية هو زيادة علاقة التواصل مع أبناء ووجهاء العشائر، مشيراً إلى أنه شخصياً غير راضي عن الإدارة بما يكفي في موضوع التواصل الدائم مع شيوخ ووجهاء العشائر.
مؤكداً أنه لا توجد أزمة ما بين العشائر والإدارة  بهذا الخصوص، ولكن هناك "صعوبات يواجهونها بسبب قلة التواصل والتي تؤثر على أداء عملهم، وتحقيق مطالب العشائر بشكل أفضل".
وطالب شيخ عشيرة الهنادى في منطقة تل أبيض ، إبراهيم العيسى، تركيا في نهاية حديثه "الكف عن التدخل في المنطقة والغطرسة وإزعاج الناس بين فترة وأخرى عبر التهديدات والحشود العسكرية، والتدخلات في كافة المناطق".
يذكر أن عشيرة الهنادى تعد من العشائر العربية الكبيرة في شمال وشرقي سوريا، حيث تنتشر في مناطق تل أبيض ومدينة الرقة وريفها كما يتواجد أبناء عشيرة الهنادى في مدينة معدان بريف دير الزور.