باحث روسي: موسكو تدعم حقوق الشعب الكردي في إطار وحدة وسيادة الأراضي السورية

موسكو – فيهم الصوراني
قال كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بوريس دولغوف، أن موسكو تدعم حقوق الشعب الكردي في سوريا، في إطار وحدة وسيادة الأراضي السورية.
وأضاف في حديث لـ"نورث برس"، أن الكرملين يؤيد حق الكرد في توسيع مروحة حقوقهم وصيانة وممارسة لغتهم وثقافتهم القومية، وامتلاك شكل من أشكال الإدارة المحلية في إطار الدولة السورية الموحدة.
وتابع أن الحكومة السورية نفسها تؤكد على أن الكرد هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، وأن حقوقهم يجب أن تصان وتضمن، كجزء أساسي من النسيج الاجتماعي السوري.

فخ أمريكي
لكنه حذر من تبعات الانسياق وراء ما وصفها بـ"محاولات الولايات المتحدة الهادفة إلى الاستثمار في العامل الكردي في سوريا، عبر تشجيع الكرد على اتخاذ خطوات أحادية الجانب يمكن أن تعرض وحدة الأراضي السورية إلى الخطر".
وفي هذا السياق أعاد إلى الأذهان محاولة إقليم كردستان العراق الانفصال عن المركز، عبر استفتاء من جانب واحد، وهو ما دفع حكومة بغداد إلى إفشاله بكل ما أوتيت من قوة، وفي المقابل، لم تتحرك واشنطن قيد أنملة لدعم المطالبين بالانفصال رغم تشجيعها لهم قبل ذلك.

شريك أساسي
واعتبر الخبير الروسي أن التشكيلات المسلحة الكردية في سوريا لعبت دوراً مهماً في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لكن محاولات تشكيل "دولة مستقلة" من شأنها أن تشعل صراعات معقدة وطويلة الأمد، كما تدل على ذلك حقائق التاريخ، عندما أدى انهيار الاتحاد السوفياتي إلى اندلاع حروب قومية وعرقية، كما يحصل حالياً في أوكرانيا وقبل ذلك في الشيشان، وغيرهما من المناطق وهي نتيجة مباشرة لانهيار الاتحاد السوفياتي.

وحدة الأراضي السورية
لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة أن يتم حل الملف الكردي تحت سقف وحدة الأراضي السورية، وبالتنسيق والتعاون مع الحكومة المركزية في دمشق، لافتاً إلى أن النسيج الاجتماعي الكردي متنوع من حيث التوجهات والتيارات، بما فيها تلك التي تؤيد الرئيس بشار الأسد، كـ(الشيوعيين واليساريين)، مقابل تيارات كردية أخرى تؤيد المعارضة السورية، ومنها
من هو منضو في إطار الائتلاف الوطني، وغيرها من أطراف المعارضة، حيث تتراوح ما بين قوى تدعو للحوار مع الدولة السورية، وأخرى تطالب بحق تقرير المصير، وصولاً إلى إقامة دولة مستقلة، ما يشير إلى عدم وجود موقف واحد لدى الكرد في سوريا حيال مستقبل الأزمة السورية ومبادئ حلها.
الخبير الروسي لفت إلى أن تأييد واشنطن للحركة القومية الكردية يصب ويهدف إلى تقسيم سوريا، لأن ذلك يصب في مصلتحها (واشنطن) في إضعاف سوريا كدولة موحدة أمام حلفاء البيت الأبيض في المنطقة.
وذكر البيان الختامي لأستانا /13/ أن الدول الضامنة بحثت التطورات في شمال شرق سوريا، وأعلنت رفضها "أي محاولات لخلق حقائق جديدة على الأرض، بما فيها مشاريع غير قانونية لإعلان حكم ذاتي، بذريعة مكافحة الإرهاب".
وأعربت الدول الثلاث عن عزمها على "مواجهة المخططات الانفصالية، التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها وتضر بالأمن القومي للبلدان المجاورة".
يذكر أنه خلال العملية التركية على عفرين والتي بدأت في العشرين من كانون الثاني/يناير 2018 قال "ديمتري بيسكوف" المتحدث باسم الكرملين، بعد بدء العملية بيومين، إن المسؤولين الروس على اتصال بالقيادة التركية في ما يتعلق بالعملية العسكرية التي تنفذها أنقرة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين بشمال سوريا.
وأحجم بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف عن التعليق عما إذا كانت موسكو على علم مسبق بالعملية. وذكر أن روسيا ما زالت تؤمن بأهمية سلامة أراضي سوريا.