القامشلي – نورث برس
قال مخرجون سوريون، الأحد، إن الدمى والألوان واللعب والغناء، أسلوب لجدب الأطفال.
ويقام في العاصمة السورية دمشق مهرجان المسرح الطفلي بمناسبة العطلة الانتصافية نهاية الفصل الأول من العام الدراسي2020- 2021.
ويشارك في المهرجان مجموعة من الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال ويقدم المسرحي زهير البقاعي على منصة مسرح أبي خليل القباني مسرحية “القطة شحرورة”.
ملامح ودوافع
وقال المخرج زهير البقاعي، لنورث برس: “العرض يتناول موضوع الرفق بالحيوان، والحكاية عن عائلة لديها قطة يقوم الأب بطردها وتحاول الابنة التمسك بها دون جدوى.”
وشدد على أن “الشخصيات مرسومة بأسلوب بسيط ولكن مدروس إلى حد ما بعناية من حيث الملامح والدوافع.”
والصراع الأكثر بروزاً في القصة، “هو الصراع القائم بين القطة والعقرب، والأخير شخصية تمثل الشر وضيقه ورغبته الشديدة أن يكون بدلاً من القطة التي تدللها الابنة.”
واعتمد أداء الممثلين ضمن العمل، بحسب “البقاعي”، على الأداء الواقعي البسيط، والذي يذهب باتجاه المعايشة لا التشخيص.
وعن الأسلوب الإخراجي، قال المخرج إن “التوجه نحو عرض يقوم على إيصال رسالة العرض بأسلوب يلامس المشاعر والأحاسيس، وأن يكون الميزانسين (الحركة) مدروس بعناية من حيث الفعل ومبرراته.”
وشدد “البقاعي” على أن “عروض الأطفال لديها أسلوب استخدام الألوان واللعب والغناء وهذه الأشكال مهمة ومشروعة.”
ولكن الأهم، من وجهة نظر المخرج، هو كيفية تقديمها ومعالجتها وتوظيفها، عبر الأخذ بالصدق الفني، ومخاطبة الطفل كإنسان كامل يمتلك الأحاسيس والأفكار اللازمة لتقييم ما يشاهد.
وأشار “البقاعي” إلى أن الآراء كانت بعد المشاهدة “إيجابية” والبعض من المتخصصين والفنانين “أثنوا على العرض وتفاعلوا معه بحب شديد، واعتبروه من الأعمال الهامة المقدمة.”
وقدم على مسرح العرائس بدمشق مسرحية “الأفعى والنسر” من تأليف وإخراج بسام ناصر.
خيانة العهد
وقال “ناصر” لنورث برس إن “نص مسرحية الأفعى والنسر مقتبس عن أسطورة إنانا والنسر، التي تدور حول صراع النسر مع الأفعى وخيانته للعهد والاتفاق بينه وبين الأفعى أمام الشمس بعدم أكله صغارها وعقابه برميه في الحفرة المظلمة.”
وعن حكاية “إنانا” قال المخرج، إنه “يخاطب الشمس لتأخذه برحلة إلى السماء كي يحصل على الحل وإنجاب طفل من زوجته التي لا تنجب.”
وأضاف: “الحكاية حورت كي تتناسب مع عقلية الطفل، واستبعاد الجانب المتعلق بالدين من خلال مخاطبة الصياد (انانا) للشمس من أجل الحصول على الدواء من شجرة الحياة التي تنبت على أعلى قمة في البلاد لشفاء ابنته المريضة.”
ويساعد النسر بذلك تكفيراً عن الخطأ الذي ارتكبه بحق الأفعى وخيانة الأمانة والعهد.
وقال المخرج “ناصر” إن “الصياد يقوم برحلة شاقة ومتعبة للوصول إلى مكان النسر وإنقاذه من العقاب بعد توبته، ليأخذه في رحلة أخرى إلى أعلى قمة حيث تنبت شجرة الحياة.”
وبعدها يحصل على الدواء ويعود لإنقاذ ابنته من مرضها لتنتهي الحكاية بمعرفة النسر بالخطأ الذي ارتكبه.
وشدد “ناصر” على أنه في هذا “العرض كان العمل على إيصال المقولة من خلال رسم المشهد بصيغة مختلفة عما هو سائد في مسرح العرائس.”
واستخدام المخرج كل أبعاد الدمية وحركتها لتخرج من إطار التحريك التقليدي إلى التحليق وفق الديكور المتحرك أيضاً.
وأشار إلى أن “الدمية شخصية في الإيحاء المفترض هي من لحم ودم، وعلى المحرك شحذ كل الإمكانية في نقل هذا الإحساس للمتلقي الطفل.”
وأضاف “ناصر” أن “العمل كان من المحرك إلى الدمية على التفاصيل التي يمكن تصديرها بجهد مضاعف للوصول إلى الإقناع الذي نجح العرض فيه للمتلقي الطفلي.”
وصدّرت هذه التجربة نصاً مغايراً للنصوص المسرحية التقليدية، وصيغة عرض مختلف من حيث بناء المشهد وآليات التحريك التي قام بها المحركون بحيث تخدم العرض، بحسب المخرج بسام ناصر.