موسكو- فهيم الصوراني – NPA
لم يبقى على انطلاق الجولة الجديدة من مباحثات أستانا حول الملف السوري إلا أسبوع واحد تقريباً، في مسعى جديد لإنهاء النزاع في سوريا، وسط وضع معقد يواجه معضلة تحقيق مصالح جميع الأطراف، داخلية كانت أو خارجية، في أي تسوية سياسية.
وتعتبر "أستانا" الإطار الأبرز للـ"ترويكا" الروسية – الإيرانية – التركية، على وقع تراجع واضح لدور مباشر ومؤثر للأمم المتحدة في هذا الملف المعقد، يقابله دخول لكل من العراق ولبنان على صيغة المشاركين، وإن كانوا بصفة مراقبين.
وستشكل الجولة الـ /13/ "جرد حساب" لما تم تنفيذه من تفاهمات سابقة، وميزاناً لنجاح الدول الثلاث الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، بخصوص تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بحفظ الاستقرار في محافظة إدلب شمالي سوريا، في تشابك وتداخل في المشهدين السياسي والعسكري.
العقدة التركية
يرى الباحث في الشؤون الدولية بجامعة نيجني نوفغورد، عمرو الديب، أن محاولات رسم تفاهمات بخصوص مستقبل التسوية في سوريا، والتي بدى وكأنها ستدخل منعطفاً إيجابياً، اصطدمت بعدم "وفاء" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ التعهدات التي قدمها بخصوص إعادة الانتشار ومناطق خفض التصعيد.
وقال الديب في حديث خاص لـ"نورث برس" إن الأوضاع في إدلب مرشحة "للانفجار في أي وقت، نظراً لاستمرار المعارك بين قوات الحكومة السورية والفصائل المسلحة، بعد فشل الفصل بين المجموعات الإرهابية والمعتدلة."
وأعرب الديب عن تشاؤمه من أن تحقق الجولة المقبلة من مباحثات "أستانا" تقدماً ملموساً، على ضوء مواصلة تركيا "احتلال أراضي سوريا، فضلاً عن احتلال مناطق أخرى من قبل أمريكيا وبريطانيا وفرنسا، فضلاً عن المحاولات الإسرائيلية الإبقاء على حالة عدم الاستقرار في الجنوب، ورفع وتيرة استهدافها لأهداف في سوريا، خصوصاً مع كل مرة يجري الحديث فيها عن قرب جولة لبحث الحل السياسي."
وأوضح أن دور اللاعبين الإقليمين يزيد الأمور تعقيداً، حتى وإن حصل تقارب روسي- أمريكي، ما يعني عدم قدرة طرف واحد على حل الأزمة بمفرده، يقابلها غياب إرادة مشتركة لتحقيق هذا الهدف.
واعتبر الباحث في الشؤون الدولية بجامعة نيجني نوفغورد، عمرو الديب، أن فشل /12/ جولة سابقة أحداث خرقاً في جدار الأزمة السورية، إضافة إلى التصعيد العسكري المتواصل في الشمال، والذي يخالف بشكل واضح التفاهم الروسي – التركي، يجعل حظوظ نجاح الجولة المقبلة في مستوى متدن، بموازاة محاولات أمريكية لعرقلة المسار السياسي لوجودها خارج صيغة أستانا، إلى جانب استشعار الخلاف بين واشنطن وأنقرة بسب صفقة (إس -400) سيزيد الأمور تعقيداً وتشتتاً، لجهة صياغة مواقف موحدة للفرقاء.