NPA
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم، إن أكثر من /11/ ألف امرأة وطفل أجنبي بينهم ما لا يقل عن /7/ آلاف طفل دون سن /12/ من عوائل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لا يزالون ضمن مخيمات شمالي سوريا والتي تديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية، في ظروف مروعة وأحيانا تؤدي إلى وفاة بعضهم داخل المخيمات.
وخصت هيومن رايتس ووتش مخيم الهول بثلاث زيارات في حزيران /يونيو، الماضي، حيث تحتجز نساء وأطفال أجانب، في ظل أوضاع صعبة من جميع نواحي الحياة، بحسب تعبير المنظمة.
وبحسب مجموعات الإغاثة ومديري المخيمات، فإن الأطفال يموتون من الإسهال الحاد والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا.
ولقي /240/ طفلا على الأقل مصرعهم في طريقهم إلى مخيم الهول أو عند وصولهم إليه، بحسب الأمم المتحدة.
ليتا تايلر، باحثة أولى في شؤون الإرهاب ومكافحته في هيومن رايتس ووتش، قالت: "النساء والأطفال الأجانب محبوسون إلى أجل غير مسمى في جحيم رملي في شمال شرق سوريا، بينما تشيح بلدانهم الأصلية بنظرها عنهم. ينبغي للحكومات أن تفعل ما في وسعها لحماية مواطنيها، وليس تركهم للمرض والموت في صحراء غريبة".
وقالت مجموعة المساعدات الدولية أن سلطات المخيم، الذي تشرف عليه الإدارة الذاتية، يبدو أنها لا تسجل الوفيات باستمرار. ولم ترغب هذه المجموعات الكشف عن هويتها خشية فقدان إمكانية الوصول إلى الهول.
مسؤولون من الإدارة الذاتية قالوا لهيومن رايتس ووتش "إنهم لا يعتزمون محاكمة النساء والأطفال". وعند سؤالهم عن الوضع القانوني للنساء والأطفال، اكتفوا بالقول في تصريح مكتوب موجز، إنه عندما غادرت النساء والأطفال المناطق الخاضعة لـ"داعش"، نقلوا إلى الهول "ليتم العمل على تسليمهم إلى دولهم كونهم من جنسيات مختلفة". وقد طلبت الإدارة
مرارا وتكرارا من البلدان الأصلية استعادة جميع مواطنيهم المحتجزين تحت رعايتها. حيث قال أحد مديري المخيم "لقد أُثقل كاهلنا".
قالت تايلر: "الظروف في ملحق مخيم الهول غير مقبولة وغير معقولة، والتخلي عن المواطنين وتركهم مسجونين إلى أجل غير مسمى دون تهمة لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة".
عدم كفاية المساعدات
ألقت سلطات الإدارة الذاتية اللوم في الظروف التي يشهدها ملحق الهول على عدم كفاية المساعدات المقدمة من المانحين الأجانب. وقال الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية الديمقراطية عبد الكريم عمر لهيومن رايتس ووتش: "نشعر بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنا. رعاية هؤلاء الأجانب مشكلة كبيرة لنا، وينبغي على البلدان استعادة مواطنيها وإعادة تأهيلهم".
وقال عمر إن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية "قدمتا تضحيات كبيرة بالفعل كجزء من التحالف الدولي الذي يقاتل داعش". مشيراً إلى أن "حوالي /12/ ألف من جنود قوات الدفاع الذاتي لقوا مصرعهم وأصيب /20/ ألف آخرون في قتال داعش، حتى يتمكن الناس في أوروبا من النوم بهدوء ليلا".
ازدواجية المعايير
فابريتسيو كاربوني، الذي يرأس عمليات الشرق الأدنى والشرق الأوسط في "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" قال: "إننا نشهد وصم شريحة واسعة من سكان المخيم التي ينظر إليها كتابعة لداعش". وحذر من ازدواج المعايير حيال "الضحية الجيدة – الضحية السيئة".
وقالت منظمات الإغاثة إن مشاكل الوصول المزدوجة تعيق أيضا تقديم الخدمات. يجب أن تحصل الوكالات الإنسانية التي أبرمت اتفاقات للعمل في سوريا على إذن للوصول إلى الهول عبر دمشق، كما وثقت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر في حزيران/يونيو.
عمال الإغاثة قالوا "إنه حتى الوكالات التي تحصل على إذن من الحكومة السورية، أو التي تعمل بشكل سري في الهول بدونه، تواجه أحيانا تأخيرات في الحصول على إذن من سلطات الإدارة الذاتية لتقديم المساعدة داخل الملحق".
وفي تقريره الصادر في تموز / يوليو، قال أوتشا إن وصول المساعدات الإنسانية إلى الملحق "لا يزال مقيدا" بطرق "تستمر في منع تقديم الخدمات والتأثير عليه".
الخوف في المخيم
تخشى نساء كثر على سلامتهن وأطفالهن، حيث هددت بعض النساء الملتزمات بأفكار تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقمن بحرق خيام نساء وأطفال يرونهم "كفرة"، حيث أكد مديرو المخيم وعمال إغاثة إنه في حادثتين منفصلتين، في حزيران /يونيو وتموز/يوليو، طعنت امرأة حارسا بسكين مخبأ في عباءتها.
ترحيل على دفعات
عمليات إعادة المشتبه بهم من (داعش) وأفراد أسرهم من شمال شرق سوريا والعراق إلى أوطانهم كانت تتم على قدم وساق. ونظمت كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وروسيا وكوسوفو وتركيا عودة أكثر من /1,250/ مواطنا محتجزين في شمال شرق سوريا والعراق، معظمهم من الأطفال.
في حين تجاهلت معظم الدول دعوات إدارة الحكم الذاتي لها لإعادة مواطنيها إلى بلادها، أو أعادت أعدادا صغيرة ومحدودة أغلبها من الأيتام. وصفتهم الدول بأنهم تهديد أمني، مشيرةً إلى تعقيدات التحقق من جنسية الأطفال الذين يفتقرون إلى وثائق أو المولودين ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
ووفقا لمسؤولين من الإدارة الذاتية في الشمال السوري، يضم ملحق الهول أكثر من /7/ آلاف طفل أجنبي و/3/ آلاف امرأة أجنبية من حوالي /50/ دولة. يُحتجز عدة مئات من الأجانب في مخيمين آخرين في شمال شرق سوريا في عين عيسى وروج. بالإضافة إلى الغربيين، يشمل الأجانب الجزائريين والإندونيسيين والماليزيين والمغاربة والروس والتونسيين والأتراك والأوزبك وغيرهم.