إطلاق سراح أسيرين سوريين وسط غموض إسرائيلي يحيط بالقضية
تل أبيب – NPA
أطلقت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأحد، سراح الأسيرين السوريين، زيدان الطويل وأحمد خميس، من سجونها، وتم تسليمهما للجانب السوري عبر معبر القنيطرة الحدودي بين إسرائيل وسوريا.
وأفاد مراسل “نورث برس” في تل أبيب أن الكثير من الأسئلة حول ما جرى في موضوع استعادة رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل (زاكاري بوميل)، من سوريا لدفنها في إسرائيل، لا تزال بلا إجابة. حتى أن إعلاميين ومسؤولين في تل أبيب أظهروا أنهم لا يملكون أي معلومة.
وقد تجلى ذلك، عندما أطلقت إسرائيل، صباح اليوم، سراح الأسيرين من سجونها وسلمتهم إلى الصليب الأحمر الدولي، عبر معبر القنيطرة الحدودي مع سوريا.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي “أن السجينين السوريين المفرج عنهما وصلا إلى سوريا عبر معبر القنيطرة”. وأضافت أنه “تم الإفراج عنهما بعد إعادة رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل إلى إسرائيل مطلع نيسان/أبريل عن طريق روسيا”.
وينحدر أحمد خميس من أصل فلسطيني وهو من سكان مخيم اليرموك (جنوب العاصمة)، وقع أسيراً عام 2005 وحكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً بسبب عملية على موقع عسكري إسرائيلي, أما الطويل، فهو مواطن سوري من قرية خضر (في السويداء، جنوب سوريا).
ومنذ لحظة إعلان نية الإفراج عن السوريين، وحتى تسليمهما، وما بعد ذلك، لم تتوقف الاستهجانات والاستفسارات الإسرائيلية حول السرية الشديدة التي يتبناها نتنياهو في هذه القضية.
ويُقرّ الباحث الإسرائيلي بمركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار-إيلان، د.مردخاي كيدار، أن كثيراً من المعلومات لا تزال غامضىة بشأن قضية “رفات الجنود الإسرائيليين” لكنه يعتقد أن نسبة ضئيلة جداً من مضامين الصفقة باتت معلومة؛ ذلك أن نتنياهو وبوتين وحدهما يعلمان ماهية التفاصيل.
وحول رفات جنديين آخرين، كانا قد قتلا أيضاً مع باومل في معركة “السلطان يعقوب” جنوب لبنان عام 1982، يؤكد مردخاي لوكالة “نورث برس” إن هناك مواصلة لفحص عشرات الرفات التي وصلت من سوريا إلى تل أبيب في الفترة الأخيرة ولكن دون جدوى.
ويوضح مردخاي أن هناك شكوكاً حول احتمالية أن تكون إحدى الرفات لقتيل بمعركة “السلطان يعقوب”، غير أنه لم يُحسم الأمر لغاية الآن.
ويستبعد مردخاي العثور على رفاتي قتلى “السلطان يعقوب” أو الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين، أو الطيار المفقود منذ سنوات طويلة، رون أراد.
ويشدد على أن هناك جهوداً يبذلها السوريون والجيش الروسي في هذه الأثناء لتحديد أماكن رفات البقية وإعادتها.
بدوره، يقول الإعلامي المقيم في إسرائيل محمد مصالحة, لـ “نورث برس” أن الرأي العام الإسرائيلي لا ينتفض على موضوع “صفقة الرفات” ولكن يستغرب السرية التي أُحطيت بها وتوقيتها. بينما عبّر بعض الإسرائيليين عن قلقهم على مستقبل الديمقراطية وكيفية صناعة القرار في تل ابيب.
غير أن مصالحة يؤكد في الوقت ذاته، أن الذي يحاول أن يؤثر ويؤلّب الرأي العام في إسرائيل بخصوص “صفقة الرفات” هم أهالي الجنود المفقودين في غزة؛ إذ يقولون لنتنياهو “نريد أن نرى أنك تفعل شيئاً لأبنائنا في غزة”.
ورأى مصالحة المتابع للشأن الإسرائيلي أن الأقلام الإسرائيلية أشارت إلى أن تل ابيب ستدفع ثمناً للروس مقابل مساعدتها في استعادة رفات جنودها والسماح للعمل العسكري الإسرائيلي في سوريا ضمن “حدود معينة”.
ويوضح محمد مصالحة أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي حاول أن يقلل من قيمة وأهمية السوريين اللذين تم الإفراج عنهما، عبر القول إن أحدهما “تاجر مخدرات”، ولم يكن اعتقاله لأسباب أمنية. فيما الثاني اعتقل بسبب نيته تنفيذ “إعتداء” ضد إسرائيل لكنه لم ينجح.
وبالنسبة لرفات الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين الذي أعدمته دمشق قبل أربعة وثلاثين عاماً، فيوضح مصالحة أن كل المعطيات تشير إلى أنه لا جديد بخصوص موضوعه، وأن ما تسرّب قبل أسبوعين عن “تابوت نُقل من دمشق إلى موسكو يعتقد أنه يحمل رفات كوهين”، يبدو أن الرفات تعود لجندي إسرائيلي آخر وليس لـ”كوهين”.