خبير اقتصادي لـ “نورث برس”: ترحيل السوريين يهدد تركيا بوضع اقتصادي متدنٍ

اسطنبول- محمد الينايري- NPA
قال الخبير الاقتصادي السوري يونس الكريم، إن تركيا مُهددة بوضع اقتصادي متدنٍ، حال خروج وترحيل السوريين الذين شكّلوا إضافة قويّة للاقتصاد التركي، وعززوا من المؤشرات الاقتصادية كافة في تركيا، وذلك تعليقاً على الجدل الدائر بخصوص تضييق الخناق على السوريين في اسطنبول وترحيل عدد منهم إلى سوريا لمخالفة "الكملك"، وتصاريح وأذونات العمل والسفر.
وطبقاً لما أكده الكريم، في تصريحات خاصة لـ"نورث برس"، فإن أهم ما أنتجه الوجود السوري بالنسبة للسوق التركية هو ما يتعلق بـ"تجديد السوق الاستهلاكية التركية" وتغيير نمط الاستهلاك، وذلك عالج أزمة الركود التي كانت تعيشها.
ويؤكد الكريم أن وجود أكثر من /3.5/ مليون سوري في تركيا كان له أثر كبير في تحويل تركيا إلى منصة للبضائع السورية سواء المنتجة لتركيا أو إلى مناطق ودول أخرى.
الكريم أشار إلى أن هذا النمط من الصناعات "أفاد تركيا كثيراً، وترك بصمة إضافية هائلة، بخاصة أن الخبرات السورية هي خبرات احترافية بكثير من الصناعات، لاسيما الغذائية والتحويلية، والتي استفاد منها الأتراك كثيراً في ذلك الصدد".
وأكد أن البصمة التي تركها السوريون في السوق العقارية، والقطاع العقاري تعتبر أحد المؤشرات الهامة بسوق المال، وبالتالي تحريك السوريين للسوق العقارية أسهم في جعل باقي المؤشرات والقطاعات تظهر على أنها إيجابية، مشيراً إلى أن "غياب السوريين سيكون له تداعيات سلبية على السوق وعلى باقي القطاعات، كما كان لوجودهم آثار إيجابية".
واستطرد الكريم في معرض حديثه لـ "نورث برس" أنه في حال تحوُّل السوريين وخروجهم من تركيا، سوف "يتضرر" القطاع العقاري بصورة كبيرة، ما ينعكس سلباً على المؤشرات الاقتصادية التركية، وهذا يمكن تطبيقه على باقي القطاعات التي يعمل بها السوريون في تركيا.
اقتصاد تركيا
ستعاني تركيا من ظهور وضعها الاقتصادي المتدني في حال خروج السوريين، حيث أشار الكريم، إلى أن السوريين دعّموا الاقتصاد التركي وأسهموا في تعزيزه، ما أظهر الاقتصاد التركي متماسكاً بعض الشيء، وغياب السوريين سوف يكشف الحقيقة ويضع الاقتصاد التركي على "المحك".
الخبير الاقتصادي لفت إلى أنه من الضرورة بمكان أيضاً الإشارة إلى "رؤوس الأموال السورية الموضوعة بالبنوك، وحركة الأموال الضخمة سواء عن طريق المنظمات الإنسانية العاملة بتركيا أو رؤوس الأموال الشخصية للسوريين، إضافة إلى استثمارات السوريين الهائلة في تركيا، بخاصة أن كثيراً من السوريين أتوا إلى تركيا على علاقات مع مستثمرين أجانب في دول كبرى، وبالتالي استفادت تركيا بشكل أو بآخر".
وشدد أن الضغط على السوريين بهذا المنحى (في إشارة لعمليات الترحيل التي تتم مؤخراً من اسطنبول) يعني أن "تركيا نفسها ستعاني من مؤشرات اقتصادية سيئة خلال الفترات المقبلة، ما يُظهر للسوريين الموجودين في تركيا أن البيئة هناك غير مستقرة، وبالتالي مشاريعهم وأعمالهم الاقتصادية مع كثير من الشركات ستكون محل مخاطرة".
الخليج وتركيا
في ختام حديثه لـ"نورث برس" تحدث الخبير الاقتصادي السوري يونس الكريم، عن ما وصفه بـ "التحالف الخليجي ضد تركيا"، ذلك أن هذا التحالف سوف يعمد إلى استقطاب قضية الضغط على السوريين كـ"سبيل للضغط على الاقتصاد التركي، بحيث تظهر تركيا بوضع سيء، وهذا الأمر بالطبع سوف يضر حزب العدالة والتنمية الحاكم".