التشديدات التركية تتواصل.. توقيف سوريين في أسنيورت وإكسراي تمهيداً لترحيلهم

القاهرة- محمد أبوزيد-   NPA
في خطٍ متوازٍ مع السياسات الجديدة التي تتبعها السلطات التركيّة إزاء ملف اللاجئين السوريين، وبشكل خاص في اسطنبول، في ضوء القرارات والتطورات الأخيرة، حصلت "نورث برس" على شهادات عددٍ من شهود العيان بشأن ما وصفوه بـ "تزايد أعداد المُرحلين من تركيا إلى سوريا" خلال الأيام القليلة الماضية، على وقع تشديد الإجراءات الخاصة بالالتزام ببطاقة الحماية الكملك، وتصريح وإذن العمل والسفر.
وقال شاهد عيان يتحفظ على ذكر اسمه لـ "نورث برس"، ، إنه اليوم الجمعة الموافق 19 تموز/يوليو  2019 وفي منطقة اسنيورت بإسطنبول، تم توقيف نحو 15 شاباً, حتى ظهر اليوم والعدد مرشح للزيادة, وتم اقتيادهم إلى مالتبا الآسيوية، بعض هؤلاء الشباب "قاموا بتسليم بطاقة الحماية المؤقتة (الكملك) بسبب دخولهم إلى سوريا، والبعض الآخر لا يملكون كملك". ونقل الشاهد عن أحد الموقوفين استغاثته له طالباً المساعدة من أجل أن لا يرحل.
ونقل شاهد عيان آخر، وهو إعلامي سوري موجود في تركيا، أن منطقة إكسراي ميدان هي الأخرى تشهد عمليات توقيف لعدد من السوريين، وقال إنه حتى ظهر اليوم الجمعة "تحتجز الشرطة نحو 12 شاباً سورياً، وهناك باص (حافلة) في المكان من أجل اقتيادهم لجهات أخرى بعد قليل".
وطبقاً للشاهد نفسه، فإن "هناك حالات ترحيل كثيرة، وهناك تضييق على الناس (..) كثير من السوريين لا يخرجون من منازلهم منذ أسبوع كامل بسبب خوفهم من ذلك"، واصفاً ما يحدث للسوريين في اسطنبول بأنه "شيء كارثي (..) هناك مشكلة كبيرة تواجه مئات الآلاف من السوريين في تركيا".
وأفاد بأنه طبقاً للمعلومات التي تحصّل عليها، فإن "عمليات الترحيل تتم إلى سوريا في بعض الأحيان، أو إلى بقية الولايات التركيّة الأخرى في أحيان أخرى، وهناك عشرات حالات الترحيل التي حدثت فعلا (..) من يود رؤية باصات الترحيل يستطيع الذهاب إلى أسنيورت وإكسراي ليرى ما يحصل هناك (..) الكثير من الحقوقيين والصحافيين والإعلاميين يلتزمون الصمت على تلك الأمور لأن بعضهم أوراقهم القانونية غير سليمة".
ويذكر أن أعداد السوريين في تركيا تراجعت منذ بداية العام الجاري 2019، وذلك بعد أن بلغ عددهم الآن /3.561/ مليون تقريباً، بينما كانوا في العام 2018 حوالي /3.605/ مليون لاجئ، وذلك بعد عودة نحو 42 ألف لاجئ إلى سوريا وترك تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأسبوع الماضي، قد أعلن أمام اجتماع لحزبه عن سياسة جديدة من ثلاثة محاور رئيسية تخص التعامل مع الوجود السوري في تركيا، تبدأ من سياسة التشجيع على العودة، وكذا ترحيل المتورطين في جرائم مختلفة، وفرض ضرائب على المشافي بالنسبة للسوريين.
وذكر آخرون معلومات, لم يتسن لـ "نورث برس" التأكد منها من مصادر آخرى, أنه يُجرى دفع السوريين المُرحلين إلى التوقيع على استمارات تعهد بعدم دخول تركيا لمدة خمس سنوات. وكان أحد المُرحلين في شهادة سابقة لـ "نورث برس" قد ذكر أنه بعد توقيف طلبوا منه التوقيع على مستندات مكتوبة باللغة العربية دون إعطائه فرصة لقراءتها أبداً.
اقرأ أيضاً:
أكثر من 3 مليون سوري مهددون.. شهادات خاصة عن الجحيم الذي ينتظر السوريين في تركيا!
باحث في الشأن التركي: تحول اللاجئون السوريون بتركيا من ضيوف إلى شبه أعداء