انطلاق أعمال القمة الخليجية وسط حديث عن مقاربة شاملة وجديدة للأزمة السورية

القاهرة – نورث برس  

انطلقت  الثلاثاء،  أعمال القمة الخليجية الـ 41  في  مدينة العلا السعودية، حيث تناقش ملفات التعاون الخليجي، والشراكات الاستراتيجية الإقليمية والدولية، وملف إيران وبرنامجها النووي، فضلاً عن ملفات أخرى، بينها الأزمة السورية.

وتأتي القمة الخليجية الـ 41 والتي أُطلق عليها “قمة المصالحة” تزامناً مع عدة متغيرات تشهدها المنطقة، وتحديات إقليمية وتطورات حافلة، لا سيما لجهة التدخلات الخارجية وكذلك الأوضاع في دول الأزمات (سوريا وليبيا واليمن وغيرهم).

وترافق القمة تطلعات خليجية بأن تكون القمة نقطة تحول لإعادة بناء الثقة، ووضع لبنة جديدة لمواقف خليجية وعربية مشتركة إزاء تلك الملفات، ومن بينها الملف السوري.

وتنخرط دول خليجية في الملف السوري بشكل واضح، وثمة خلافات بالمواقف بينها (لا سيما بين الإمارات والسعودية وقطر)، ودعمهم لأطراف مختلفة، وتبنيهم رؤى وتصورات متباينة.

واستبقت الإمارات القمة الخليجية بالدعوة، على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إلى مقاربة عربية شاملة وجديدة للأزمة السورية.

ورأى مراقبون أن ذلك يعكس الحرص الخليجي على التعاطي بشكل مختلف مع الأزمة السورية، وإحداث التوافق في جملة التوافقات التي يسعى مجلس التعاون الخليجي إليها.

وكشف دبلوماسي مصري عن أن “ثمة ملفات عديدة يتم التنسيق حولها، من بينها الملف السوري، الذي بطبيعة الحال سيكون له حضور ضمن أي تفاهمات قادمة بين دول الخليج ومصر.”

ويدعم ذلك، بحسب الدبلوماسي المصري، التطورات الجديدة، بداية من وجود إدارة أميركية جديدة، وحتى التطورات الداخلية التي تشهدها سوريا من حيث اختلاف الأوضاع على الأرض.

وأشار إلى أن هناك اتجاهاً لتنسيق عربي وإقليمي ودولي أوسع لحلحلة الأزمات المشتعلة بالمنطقة مع تفاقم خطورتها، لكن الخلاف تؤججه أطماع ومشروعات قوى إقليمية بالمنطقة.

وشدد حسين هريدي مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، في تصريحات لنورث برس على أهمية وجود رؤية واقعية لإنهاء الأزمة في سوريا.

وأشار إلى أنه “مع وجود بايدن، فعلى الدول العربية أن توحد موقفها من الحل السياسي للأزمة السورية، وتناقشه اتساقاً مع قرارات الشرعية الدولي، ولاسيما القرار الأممي 2254.”

ويرهن هريدي ذلك بضرورة توافر “إرادة سياسية عربية”، وشدد على أهمية دور كل من السعودية والإمارات والجزائر، إلى جانب الدور المصري في الملف السوري وجامعة الدول العربية.

وبدوره، يقول عادل الحلواني سياسي سوري يقيم بالقاهرة لنورث برس، إن “هناك بوادر خير لعودة الدور العربي الفاعل، تظهر من خلال انخراط دول عربية فاعلة في اجتماعات وفعاليات دولية لحلحة الأزمة.”

وآخر تلك الاجتماعات كان اجتماع اللجنة المصغرة التي ضمت السعودية ومصر إلى جانب ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا.. فضلاً عن التصريحات والرسائل العربية المختلفة المتمسكة بالحل السياسي المبني على أساس المقررات الدولية، بحسب “الحلواني”.

إعداد: محمد أبو زيد ـ تحرير: معاذ الحمد