الاستاد الرياضي بالسويداء.. مشروع في مهب السرقات والفساد طوال عشرين عاماً

السويداء – نورث برس

عاد الحديث عن السرقات التي طالت مشروع الإستاد الرياضي في السويداء، جنوبي سوريا، إلى الأوساط المهتمة بعد انقضاء نصف المدة الجديدة لتنفيذ المشروع الذي بدأ عام 2001 واستؤنف تنفيذه مطلع العام الفائت.

وبلغت نسبة الإنجاز في ما تبقى من المشروع 30 بالمئة، منذ البدء بعقد جديد تبلغ مدته 24 شهراً وبميزانية مليارين و665 مليوناً، بحسب الاتحاد الرياضي في السويداء.

وتبلغ المساحة العامة لـ “مدينة الباسل الرياضية” شمال شرق مدينة السويداء على طريق بلدة قنوات مع جميع مرافقها وصالاتها المغلقة والمفتوحة 340 دونماً، وكانت سابقاً مناطق حراجية تم اقتلاع أشجارها لتشييد المنشأة عليها.

“إجحاف رياضي”

وقال لاعب كرة قدم سابق في النادي العربي بالسويداء، طلب عدم نشر اسمه، إن المشروع كان ممولاً من الاتحاد الرياضي السوري العام وكان يُفترض أن ينتهي خلال خمسة أعوام من تاريخ البدء به عام 2001.

“لكن ما حال دون تنفيذ ذلك هي السرقات والفساد المالي والإداري.”

وأضاف اللاعب السابق أن السويداء تفتقر لبنية تحتية رياضية من ملاعب وصالات مغلقة وملاحق رياضية أخرى بالمواصفات العالمية المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”.

وعلل ذلك بما وصفه “بالإجحاف بحق السويداء” مقارنة مع محافظات أخرى، والذي بدا واضحاً في ضعف الدعم المقدم من قبل الحكومة على مدار 50 عاماً الماضية.

وتقتصر الملاعب الرياضية الحكومية التي تضم مدرجات في محافظة السويداء على ملعبين أحدهما في مدينة السويداء والآخر في مدينة شهبا.

وتعتمد النشاطات الرياضية في السويداء على دعم من شخصيات محلية أو تبرعات مالية  لمغتربين يعيشون في الخارج ويهتمون بالشأن الرياضي  في مسقط رأسهم، بحسب رياضيين في المنطقة.

“عشرون عاماً”

وفي العام 2001، قام مصطفى ميرو، رئيس الوزراء السابق والذي توفي العام الفائت، بوضع  حجر الأساس للمشروع وبحضور رئيس الاتحاد الرياضي الأسبق العميد موفق جمعة .

لكن أعمال البناء في المشروع توقفت عام 2013 بعد أن دخلت الأزمة السورية عامها الثاني.

وأعلن  الاتحاد الرياضي العام، آنذاك، أن مشروع “مدينة الباسل الرياضية” توقف لأسباب أمنية ولعدم توفر التمويل المالي لاستكمال إنجازه.

وكان فصيل عسكري مدعوم من إيران قد اتخذ الموقع مقراً عسكرياً له بين 2014 و2019، كما استخدمه مع مسلحين لحزب الله اللبناني وعناصر تابعين للأمن العسكري السوري كساحة تدريب، بحسب مصادر مطلعة.

ونهاية العام 2019، انسحب أولئك العناصر من داخل الإستاد الرياضي إلى الشرق حيث “أحراج بلدة قنوات ” التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن السويداء المدينة.

ومطلع العام 2020، عادت الآليات الحكومية التابعة لمؤسستي الإسكان العسكري والإنشاءات العسكرية التابعتين لوزارة الدفاع السورية إلى العمل في المشروع.

وجاء استئناف العمل بعد توقف العمل مرات كثيرة، آخرها تعليق العمل بشكل متواصل بين العامين 2013 و2020.

“سرقات ممنهجة”

وقال سامر سرحان، وهو اسم مستعار لمهندس في السويداء، إنه عمل مع مؤسسة الإسكان العسكري في الإشراف على تنفيذ الإستاد بين عامي 2004 و2007 وفق مخططات أساسية موضوعة من قبل الاتحاد الرياضي العام.

وأضاف أن المشروع كان قد تعرض “لعمليات سرقة واسعة وممنهجة من قبل مديرين سابقين ولجان مشتريات وهيئات تنفيذية.”

وذكر المهندس أن “عشرات الأطنان من مادة الحديد الداخلة في بناء المدرجات، اختفت صيف عام 2006، “ولم يتم تحديد الجهة المسؤولة عن تلك السرقات، وغابت القضية في أدراج التحقيق حتى يومنا هذا.”

وأشار إلى أنه لم يتم التقيد بالشروط الفنية المحددة في عقود البناء، وذلك من خلال شراء مواد بناء درجة ثانية وثالثة على أنها مواد بناء من الدرجة الأولى.

وقال محمود راجحة، وهو اسم مستعار لموظف متقاعد كان يعمل في  قسم العقود لدى مؤسسة الإسكان العسكري بالسويداء، إن سبب التأخر الحاصل في تنفيذ المشروع لم يكن مرتبطاً بظروف الحرب ونقص التمويل.

“بل يتعلق الأمر بسلسلة متتالية من السرقات التي طالت مستودعات التخزين داخل حرم المدينة الرياضية على مدار 12 عاماً سبقت فترة الانقطاع بين عامي 2001 و2013”

إعداد: سامي العلي – تحرير: حكيم أحمد