باحث اقتصادي: الأزمة الاقتصادية في سوريا ستتعمق مع انخفاض القيمة الشرائية لليرة

دمشق ـ نورث برس

قال باحث اقتصادي سوري، الاثنين، إن الأزمة الاقتصادية في سوريا ستتعمق مع انخفاض القيمة الشرائية لليرة.

وتفوق الموازنة السورية للعام الحالي بالمليارات عن العام الماضي، ولكن عند مقارنتها بسعر صرف الدولار تكون الموازنة الحالية متراجعة عن العام الماضي، وأيضاً بالمليارات.

وقال باحث اقتصادي في جامعة تشرين باللاذقية، (رفض التصريح باسمه لدواعي أمنية): إن “سوريا ستشهد ارتفاعاً متكرراً في أسعار السلع بالأسواق، خاصة مع انخفاض القيمة الشرائية لليرة.”

وأضاف: “يرجع ذلك إلى تعمق الأزمة الاقتصادية، وزيادة الخناق على الشعب الواقع تحت سيطرة النظام.”

وشهدت الأسعار في مناطق سيطرة الحكومة السورية ارتفاعاً متكرراً منذ بداية العام الماضي، تزامن مع انخفاض قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.

وجاء انخفاض قيمة الليرة نتيجة عدة عوامل، أبرزها العقوبات الاقتصادية، خاصة حزم عقوبات قانون “قيصر” الأميركي، وتأثير الأزمة الاقتصادية في لبنان وانفجار بيروت على البنوك اللبنانية، التي كانت متنفساً اقتصادياً للحكومة السورية، إضافة لتأثير فيروس كورونا.

وكبَّلت العقوبات الأميركية الأخيرة، مصرف سوريا المركزي، حيث تؤدي لمزيد من الحصار على الحكومة السورية.

وتكررت العقوبات على أفراد وكيانات في الحكومة السورية منذ تطبيق قانون “قيصر” العام الماضي، وكان آخرها في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.

ويقدر العجز في الموازنة لعام 2021، والتي أقرها الرئيس السوري بشار الأسد، بـثلاثة آلاف و484 مليار ليرة سورية.

وأقر الأسد موازنة 2021 بمبلغ 8500 مليار ليرة، بزيادة 4500 مليار ليرة على عام 2020، لكن قيمة موازنة 2021 لا تتجاوز ما يقارب 2.9 مليار دولار، حسب سعر الصرف.

وكان العجز في موازنة العام السابق قد بلغ 1455 مليار ليرة، وعليه فإن نسبة العجز تقدر بـ71%، حسب صحيفة الوطن شبه الرسمية.

وقال الباحث الاقتصادي، إن “إنتاج الحكومة السورية من المحاصيل الاستراتيجية ومنها القمح والبترول، شهد انخفاضاً كبيراً. وذلك ينعكس على السوق المحلي.”

وأضاف: “تراجع الإيرادات من الصادرات، سيكون له ذلك الدور السلبي.”

وبحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا، فإن سوريا تتصدر قائمة الدول الأكثر فقراً في العالم، إذ يعيش تحت خط الفقر في سوريا 90% من السوريين.

وكانت قد حذرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، إليزابيت بايرز، عن أزمة غذاء غير مسبوقة في سوريا، بسبب تفشي فيروس كورونا.

وقال القائم بأعمال الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية ونائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، راميش راجاسينغهام، إن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بزيادة 1.4 مليون على عام 2019.

وجاء كلام “راجاسينغهام”، خلال كلمته أمام مجلس الأمن حول سوريا في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مرجحاً ارتفاع العدد.

ويشدد عماد الصباغ، (اسم مستعار، لمعتقل سياسي سابق من دمشق)، على أن ذلك هو “النتيجة الحتمية لسياسة الفساد وتزاوج السلطة والمال.”

إعداد: شهاب الأحمد ـ تحرير: إحسان الخالد