إداريو مدارس ابتدائية بريف حلب الجنوبي يصفونها بأخطر بؤر تفشي الفيروس

حلب – نورث برس

تزداد مخاوف معلمين وإداريين في مدارس بريف حلب الجنوبي من انتشار فيروس كورونا، خلال هذا الشتاء، وسط بيئة مدرسية يقولون إنها “الأخطر” لوجود ازدحام للتلاميذ وسط نقص المقاعد المدرسية والمرافق الصحية.

وأمام ظهور أعراض الإصابة على عدد من المعلمين، لا تمتلك إدارات هذه المدارس أي آليات لإثبات الإصابة أو نفيها، بسبب بعد مراكز الرعاية الصحية في المدينة وتهرب المشتبه بإصابتهم من تكاليف المواصلات والعلاج وسط الصعوبات المعيشية التي يعانون منها.

“عشرة مقاعد”

وفي المدرسة الابتدائية في قرية خلصة بريف حلب الجنوبي، أربع غرف صفية تحتوي كل منها على عشرة مقاعد فقط.

وقال حسن الهلاوي، وهو  أمين سر المدرسة، إن عدم توفر صفوف ومقاعد كافية أجبر الإدارة على وضع أكثر من 30 تلميذاً في المقاعد العشرة المتوفرة.

وهو ما يتسبب بازدحام يزيد من احتمال انتشار عدوى فيروس كورونا بين التلاميذ، على حد قوله.

وطلبت إدارة المدرسة من مديرية التربية بحلب توفير مقاعد ورفد المدرسة بغرف صفية مسبقة الصنع، إلا أن المديرية اقترحت تقسيم الدوام اليومي على فترتين صباحية ومسائية.

لكن “الهلاوي” قال إن ذلك غير ممكن بسبب المسافة الطويلة التي يقطعها بعض التلاميذ للوصول إلى المدرسة، ولن يستطيع بعض الأطفال قطع خمسة كيلومترات مع حلول المساء وخاصة في الشتاء.

وما تزال الإجراءات الوقائية من انتشار الفيروس في المدارس الحكومية “شكلية”، على حد تعبير معلمين بريف حلب.

 ويتكرر غياب معلمين عن المدارس بسبب ظهور أعراض تثير شكوكاً حول احتمال إصابتهم بفيروس كورونا.

وقال حسان الزيات، وهو مدير مدرسة قرية عزيزة، لنورث برس، إنه لا يتم التحقق من إصابتهم بكورونا أو بأنفلونزا موسمية بسبب عدم توفر تشخيص طبي لدى الصحة المدرسية التابعة لمديرية التربية.

وأضاف أن مديرية التربية في حلب زوّدتهم ببعض عبوات الكحول وجهاز لفحص الحرارة  إضافة لبضع الكمامات بهدف فرض إجراءات احترازية في مدرسة عزيزة الابتدائية وغيرها من مدارس المنطقة.

ولكن المشكلة الحقيقية، بحسب مدير المدرسة، تكمن في اكتظاظ التلاميذ داخل الصفوف وغياب المرافق الصحية عن المدرسة.

ويعتقد “الزيات” أن أي إصابة وسط هذه الظروف ستعني انتشاراً سريعاً للفيروس في المدرسة.

“معلمون مصابون”

ويعتمد غالبية المشتبه بإصابتهم على علاجات نزلات البرد التقليدية كالأعشاب الطبية، ولا يراجعون مشافي حلب المدينة بسبب بعد المسافة وتكاليف المواصلات والرعاية الطبية في ظل الصعوبات المعيشية التي تعانيها عائلاتهم.

ورغم عودة حالة استقرار نسبي إلى ريف حلب الجنوبي، ما تزال معظم القرى والبلدات تفتقر للخدمات عموماً والخدمات الطبية على وجه الخصوص.

وتواجه هذه المدارس نقصاً حاداً في الكتب المدرسية والكوادر التعليمية، وهو ما يفاقم تأثير غياب المعلمين المشتبه بإصابتهم بكورونا على المستوى التعليمي للتلاميذ.

وقال عبد اللطيف الاسدي (60 عاماً)، وهو طبيب الصحة المدرسية في منطقة سمعان الشرقية التي تتبع لها مدراس ريف حلب الجنوبي، إن عدداً من الإصابات بفيروس كورونا تم تسجيلها بين معلمي مدارس ريف حلب.

وأضاف: “البعض تماثل للشفاء، بينما تم نقل آخرين إلى المشافي، ولم تُسجّل أي حالة وفاة حتى الآن.”

ويرى الطبيب أن الصحة المدرسية تبذل جهوداً في التوعية في المدارس التي يصفها بـ”أخطر بؤر تفشي الفيروس. “

إعداد: نجم الصالح – تحرير: حكيم أحمد