بائعو لحوم في السويداء يغلقون محالهم بسبب الغلاء ويتهمون الحكومة باللامبالاة

السويداء – نورث برس

قرر أكثر من 30 بائع لحوم في منطقة السويداء، جنوبي سوريا، خلال الأسابيع الماضية، إغلاق محالهم وسط كساد البيع نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وسط اتهامات للمؤسسات والهيئات الحكومية بعدم الاكتراث لمصير عائلاتهم.

ويعتقد هؤلاء الباعة أن مهنة بيع اللحوم لم تعد تدر عليهم أرباحاً كما كانت سابقاً، ما دفعهم لاتخاذ قرار ترك المهنة والبحث عن عمل آخر.

وتحدد تسعيرة لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك الحكومية، سعر الكيلوغرام الواحد من لحم العجل بـ 12 ألف ليرة سورية، و14 ألفاً للحوم الأغنام، لكن البائعين لا يلتزمون بتلك الأسعار لأنها تتسبب لهم بخسائر، على حد قولهم.

“الحكومة غير مكترثة”

وقال سمير أبو غاوي (52 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع لحوم في مدينة السويداء، إنه وأخوته العاملين في المهنة ذاتها أغلقوا محالهم بسبب خسائرهم عقب كساد البيع وتلف اللحوم.

وكان ارتفاع أسعار العجول والأبقار والأغنام الحية قد دفع بائعي اللحوم لرفع أسعار اللحوم في محالهم، الأمر الذي لم يتناسب مع دخل غالبية السكان.

ويكلف شراء رأس من البقر أكثر من أربعة ملايين ليرة سورية، وحوالي 375 ألف ليرة لرأس الغنم، بحسب بائعي لحوم في السويداء.

ويعمل “أبو غاوي” في مهنة بيع اللحوم الحمراء (القصابة) منذ ما يقارب 20 عاماً بعد أن ورثها من والده.

ويعتقد أن الحكومة لا يعنيها أن تغلق عشرات محال القصابة في السويداء، “ولا تكترث بتعرض عشرات العائلات التي تعتاش منها لتوقف دخولها وإفلاس أربابها.”

وقال سامر أبو حجيلي (42 عاماً)، وهو بائع لحوم في مدينة صلخد، إنه أغلق محاله منذ فترة قريبة، رغم أنه استطاع طوال 18 عاماً من عمله مواجهة أزمات وظروف كثيرة.

وأضاف: “كنت أعتمد في بيع اللحوم سابقاً على شريحة الموظفين، وإن كانت مشترياتهم لا تتعدى نصف الكيلو غرام أسبوعياً حتى حين كانت سعر لحوم الأبقار قبل الحرب في سوريا  لا يتعدى 1500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.”

ويستغرب “حجيلي” من الحكومة التي لا تتساءل عن كيفية قدرة الموظف الحكومي على شراء اللحوم الحمراء بـ 15 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد، “فذلك يعادل ثلث راتبه الشهري.”

ويقول إن بائعي اللحوم في مدينة صلخد كانوا بانتظار موقف داعم من جمعية نقابة القصابين، “كمنحنا قروضاً حكومية للاستمرار في أعمالنا أو السعي لتخفيض أسعار الأعلاف الباهظة.”

“33 محلاً مغلقاً”

وقال براء سلطان (53 عاماً)، وهو اسم مستعار لعضو تنفيذي في جمعية القصابين بالسويداء طلب عدم الكشف عن هويته، إن 33 محلاً لبيع اللحوم بمحافظة السويداء أُغلقت خلال الفترة الماضية من أصل 150 محلاً.

 وأضاف أن دعم استمرار عمل محال القصابة يجب أن يكون عبر “تثبيت أسعار اللحوم وضبط الأسواق والعمل على استيراد اللحوم المفرزة والمواشي الحية إضافة لتأمين الأعلاف المدعومة لمزارع المربين.”

وكانت الدوريات التموينية الحكومية قد حررت ثلاثة ضبوط وغرامات مالية بحق ثلاثة محال داخل مدينة السويداء، لأنها لم تلتزم بالتسعيرة ، بحسب جمعية القصابين بالسويداء.

وقال أحمد مسعود، وهو اسم مستعار لأحد موظفي مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالسويداء، إن الأسعار الحكومية الموضوعة للحوم والتي يمتعض منها البائعون، هي لوائح مركزية ترد من دمشق وتقرها وزارة التجارة الداخلية.

وأضاف لنورث برس: “نحن كجهة فرعية حكومية نقوم بتطبيقها دون مراعاة جذر المشكلة في بيع اللحوم الحمراء في الأسواق .”

وشدد “مسعود” على أن الحل يكمن في يد” الدولة” لا سواها وذلك بدعم استمرار عمل محال القصابة في ظل الأوضاع الراهنة عبر العمل على استيراد اللحوم المفرزة والمواشي الحية إضافة لتأمين الأعلاف المدعومة لمربين يعملون في القصابة.

إعداد: سامي العلي – تحرير: حكيم أحمد