إصابات كورونا في سوريا خلال عام وشكوك بالأرقام المعلنة
دمشق – نورث برس
سجّلت سوريا، في الأشهر القليلة الماضية، أرقاماً قياسية للإصابات بفيروس كورونا، ومُني قطاعا الصحة والتربية بخسائر كبيرة، حيث توفي أكثر من 151 طبيباً، فضلاً عن إصابات بالعشرات في قطاع التربية، فيما بقيت أرقام الإصابات المُعلَنة بشكل رسمي مثار تساؤل وشكوك.
وفي نهاية العام 2020، بلغت حصيلة الإصابات المُسجَّلة في سوريا 11434 حالة إصابة مؤكدة، بينها 5350 حالة شفاء و711 حالة وفاة.
وأعلنت وزارة الصحة السورية، أمس الجمعة، أول أيام العام 2021، تسجيل 92 إصابة جديدة بكورونا وشفاء 70 حالة ووفاة ست حالات، ليرتفع إجمالي الإصابات المُسجَّلة حتى الآن إلى 11562، بينها 717 وفاة.
وبدأ فيروس كورونا بالانتشار في سوريا في الثاني والعشرين من آذار/مارس الماضي حين سُجِّلت أول إصابة لشخص قادم من خارج البلاد، بينما تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.
إحصاءات موضع شكوك
وأبلغت وزارة الصحة السورية عن ما مجموعه 8580 إصابة حتى التاسع من كانون الأول/ديسمبرالماضي، بينما أحصى مجلس الأمن، بالاعتماد على التقارير الواردة من داخل البلاد، ما لا يقلُّ عن 30 ألف إصابة مطلع الشهر، ويقول الكثيرون أن الأرقام الحقيقية من المحتمل أن تكون أكبر بكثير.
وخلال النصف الأول من الشهر الفائت، بلغت إصابات كورونا المُعلَنة رسمياً 1479 إصابة، بزيادة 584 عن الفترة نفسها من تشرين الثاني/نوفمبر، ووصلت الوفيات إلى 121، بزيادة 68 حالة.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قد حذّر الأربعاء الماضي، من تزايد إصابات كورونا في سوريا، مشدداً على أنه “من المستحيل تقييم مدى تفشي الفيروس.”
وأوضح المسؤول الأممي في إفادته عبر دائرة تلفزيونية خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة الأوضاع في سوريا، أن “عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المبلَغ عنها في المدارس زادَ لأكثر من ثلاثة أضعاف خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر.”.
وأضاف: “يبقى من المستحيل تقييم مدى تفشّي الفيروس على وجه اليقين في كلِّ أرجاء البلد.”
انتشار في المدارس
وبلغت الإصابات المُعلَن عنها في قطاع التربية السوري منذ بداية العام الدراسي وحتى كانون الأول/ديسمبر نحو 600 إصابة، موزّعة على مناطق سيطرة الحكومة السورية .
وكشفت هتون الطواشي، وهي مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية السورية، في تصريحاتٍ سابقة، أنه تم تأكيد هذه الإصابات من قبل وزارة الصحة.
واعتبرت أن “هذا الرقم يشكّل نسبة غير خطيرة، قياساً إلى عدد طلاب سوريا والذي يقرب من أربعة ملايين طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية.”
وعن عدد الإصابات بين المدرّسين والكوادر والعاملين في قطاع التربية، أوضحت “طواشي” أن عدد الإصابات بين المدرّسين والمعلّمين والإداريين والمستخدِمين وكوادر الصحة المدرسيّة هو بحدود 800 إصابة.
بينما اقتصرت الوفيات المُعلَنة بين المعلّمين على ثمانية أشخاص فقط، أربعة معلّمين في حمص وثلاثة في حلب وواحد في اللاذقية، بالإضافة إلى مستخدِمة واحدة في دمشق وطبيبين اثنين في الصحة المدرسية أحدهما في مصياف بحماة والآخر في الشيخ بدر في طرطوس.
وكانت مدرسة في صلخد جنوب السويداء، قد أُغلِقت لمدة عشرة أيام لوجود إصابات فيها.
وبيّن عمران أبو خليل، مدير التربية في اللاذقية، أن الإصابات المُسجَّلة بفيروس كورونا في مدارس المحافظة بلغت 95 إصابة منذ بداية العام الدراسي، وأن الإصابات تشمل 28 طالباً و67 من الكادر الإداري والتدريسي.
وبين الكوادر الطبية
أما خسائر الـكادر الطبي في سوريا عـام 2020 فقد بلغ ١٥١ طبيباً من اختصاصات مختلفة في المحافظات السورية وكان لدمشق وريفها النصيب الأكبر من بينها.
ويتخوّف عاملون في المجال الصحي من تدهور الأوضاع في مناطق الحكومة السورية بسبب تزايد أعداد الإصابات والوفيات وعجز المستشفيات عن استقبال مزيد من المرضى.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن النقص في عدد الأطباء، إلى جانب الحالة الكارثية للمستشفيات في سوريا بعد عقدٍ من الحرب الأهلية والنقص الحاد في المهنيين الطبيين، يترك ملايين الأشخاص في مواجهة خطر التعرّض لعواقب وخيمة إذا أُصيبوا بالعدوى.
ويشكِّل أطباء الطوارئ ثلاثة في المائة فقط من العاملين في المستشفيات العامة في البلاد.
كما وقضى مسؤولون، بينهم وزراء سابقون، بسبب إصابتهم بفيروس كورونا خلال العام 2019.
وكان رئيس الحكومة السورية الأسبق، محمد مصطفى ميرو، قد توفي الشهر الفائت متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المستجد ،كما توفي وزير الصناعة السابق، محمد معن زين العابدين جذبة، إثر مضاعفات إصابته بكورونا، وهو الوزير السابق الثاني الذي يقضي بالفيروس بعد وزير الزراعة، أحمد القادري.