نقص فرص العمل وتدني الأجور في أعزاز وسط انتشار التوظيف عبر المحسوبيات
أعزاز- نورث برس
يقول سكان في مدينة أعزاز بالريف الشمالي لمدينة حلب، شمالي سوريا، إنهم يعملون بأجور متدنية وسط نقص فرص العمل وانتشار ظاهرة التوظيف عبر المحسوبيات في مؤسسات المعارضة السورية والمنظمات العاملة في المدينة.
ويعتبر أرباب عائلات ونازحون في المدينة التي تسيطر عليها فصائل معارضة موالية لتركيا إن المؤسسات المحلية لا تقوم بدورها في إيجاد فرص عمل للشباب أو افتتاح دورات لتعليم مهن وحرف قد تساعد ذوي دخل محدود في تأمين دخل مناسب.
“صفر اليدين”
وقال سمير الياسر (34عاماً)، وهو نازح من ريف حمص ويقيم في مدينة أعزاز، إن يتقاضى عن كل شجرة يقوم “بتحويطها وإزالة الأعشاب حولها” نصف ليرة تركية (ما يعادل 185 ليرة سورية).
وأشار إلى أنه اضطر بسبب ضيق الحال، “للقبول بهذا الأجر الذي لا يكفي ثمناً لوجبة غداء لعائلتي.”
ولا يتمكن “الياسر”، الذي ينتظر يومياً مع عدد من أقرانه في ساحة قرب دوار الكف بمدينة أعزاز، أغلب الأيام من إيجاد عمل، “بعد طول انتظار لعدة ساعات لا أستطيع تأمين ثمن ربطة خبز، فأعود كما خرجت من منزلي صفر اليدين.”
ويحتاج النازح، يومياً، إلى ثمانية آلاف ليرة سورية لإعالة عائلته المكونة من أربعة أطفال وزوجته، “لكن في حال حصلت على عمل، فإن يوميتي لا تتجاوز خمسة آلاف ليرة.”
ولم يكن أمام عبدالله المحمد (37عاماً)، وهو نازح من ريف حمص يقيم مع عائلته في مخيم شمارخ قرب مدينة أعزاز، بعد عجزه عن إيجاد عمل ثابت، إلا محاولة العبور لتركيا عبر طرق تهريب لإيجاد فرصة عمل كفيلة بسداد احتياجات عائلته.
لكن رصاص الجندرمة التركية والصفعات التي تلقاها على وجهه منهم جعلته يتروّى في إعادة المحاولة حتى تسنح له فرصة العبور بطريقة أكثر أماناً، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
وقال “المحمد” إن المساعدات التي تقدمها له إدارة المخيم نهاية كل شهر لا تكفي لعائلته المكونة من ستة أطفال وزوجته.
ويعجز النازح عن استئجار منزل في مدينة أعزاز أو البلدات المحيطة بها، “فأضطر كل صباح لركوب دراجتي والذهاب إلى المدينة بحثاً عن عمل يدفع عني ذل طلب المساعدة”، على حد تعبيره.
ولم يحصل النازح، حتى الآن، على عمل ثابت يدرُّ عليه مدخلاً مقبولاً، “تارة أعمل في بيع الخبز والطواف به على حارات المدينة وأطرافها مقابل ربح بسيط، وأحياناً أبيع البسكويت للأطفال في الحدائق، لكنها لا تكفي لتأمين الاحتياجات الأساسية لعائلتي.”
“محسوبيات للوظائف”
ويقول سكان من مدينة أعزاز أن أكثر موظفي المنظمات هم من أقرباء مديريها ومعارفهم، وبينهم أشخاص لا يجيدون القراءة أو الكتابة، إذ أنهم سلكوا نهج الحكومة السورية في الفساد الإداري والوظيفي عبر الرشاوى والمحسوبيات.
واتهمت أمل عبدالله، وهي ناشطة مدنية من المدينة، إن كثيراً من المؤسسات المدنية والمنظمات العاملة في المنطقة تعتمد على “الواسطات والمحسوبيات لتوظيف الأشخاص.”
وقالت “عبد الله” لنورث برس إن الشمال السوري يشهد ارتفاعاً في نسب البطالة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، ووسط عزوف الشباب عن تعلم الحرف والأعمال بسبب الميل للعسكرة، “ما أدى إلى اندثار كثير من الصناعات مع موت أصحابها أو هجرتهم.”
وحمّلت الناشطة المدنية، المؤسسات المحلية في أعزاز، مسؤولية معاناة الناس من البطالة، “المسؤول عن الشباب العاطل عن العمل هي المؤسسات المحلية الموجودة في المنطقة.”
وقالت إن الوضع الحالي يتطلب التكاتف لإيجاد حلول جذرية للبطالة المنتشرة، عبر السعي لتطوير قطاع التعليم في المدارس والجامعات، وفتح أبواب لتعلّم الحرف والمهن.