باحث أمريكي: انسحاب القوات الأمريكية من الشمال السوري يهدد بعودة تنظيم “الدولة الإسلامية”

واشنطن – هديل عويس – NPA
في مقابلة مع "فوكس نيوز" الأسبوع الماضي، شرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفه من إبقاء بعض القوات الأمريكية في سوريا حيث قال "دمرنا دولة الخلافة كأرض ومسلّحين بالكامل، ولكن لا شيء سيمنع مجنونا من (داعش) من تفجير نفسه لذلك أبقينا بعض الوجود لنا في سوريا".

وفي نفس السياق جاءت تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، الذي ينتظر رداً من دول التحالف الدولي للإسهام بأشكال متنوعة في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويرى الدكتور مايكل أوهانلون، الباحث في السياسات الخارجية في معهد "بروكينغز" في واشنطن أنه من الواقعي التفكير في التبعات التي قد تترتب على وقف الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية المقاتلة لتنظيم "الدولة الإسلامية" كـ"المخاطرة بالسماح لخلايا التنظيم المتطرف بالعودة والانتقام، والثاني هو جعل إيران والحكومة السورية محتلين للمناطق التي أعاد التحالف والقوات الحليفة السيطرة عليها وإخراج داعش". 
ويقول الدكتور مايكل أوهانلون لـ"نورث برس" إنه لا يوجد حتى الآن حل وسطي يتقبله جميع شركاء الولايات المتحدة لذلك "تستمع واشنطن لمخاوف تركيا وتراقب عن كثب التحركات الكردية على الحدود دون التخلي عن دعمها، حيث تساعد القوات الأمريكية المتواجدة ولو كانت متواضعة في الحفاظ على تحقيق هذا التوازن".
من جانبها كتبت ميليسا دالتون، من معهد الدراسات الاستراتيجية أن الولايات المتحدة هي العمود الفقري للتحالف الدولي المقاتل لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومن العبث الاستمرار بالبحث عمن يقوم بمهمة القوات الأمريكية.
وتقول دالتون، "إن احتمالية عودة "الدولة الإسلامية" بات تحت المجهر والمراقبة حيث ينشر التنظيم الدعاية ويستغل الظروف ويشعر الناس بالمظلومية ليعيد قدرته على الاستيلاء على الأراضي، الأمر الذي حدث قبل انتشاره في العام ٢٠١٤".
وبحسب تقارير معهد دراسة الحرب (ISW) فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" كان يملك ما يصل إلى /٣٠/ ألف مقاتل في العراق وسوريا في العام ٢٠١٨ في وقت القرار الأمريكي بالانسحاب، وهو عدد أكبر بكثير مما امتلكه تنظيم القاعدة في وقت الانسحاب الأمريكي من العراق في العام 2011 حيث كان قد بقي ألف من مقاتلي القاعدة، ما يجعل احتمالية عودة "داعش" أكبر بكثير خاصة مع عملية الانسحاب التدريجي التي أجراها عدد من مقاتلي التنظيم تزامناً مع سقوط الخلافة والذي جاء على شكل انتشار هادئ على شكل خلايا تحت الأرض تستعد لقيادة حركة تمرد لا تزال تتمتع بشبكة دعم بالمال والسلاح.