القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
أعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” مساء السبت، عن نتائج انتخاباته الجديدة التي لم تشهد أية مفاجآت عما كان متوقعاً سلفاً؛ وقد أفرزت الانتخابات نفس الأسماء والوجوه التي تتصدر العمل السياسي تحت عباءة الائتلاف منذ سنوات، ما عزز تساؤلات عن ما إذا كانت المعارضة السياسية –ممثلة في الائتلاف- قد فشلت في إيجاد نخب جديدة بديلة قادرة على قراءة سياسية جديدة للواقع وتحمل أفكاراً ورؤى قادرة على التعامل مع الواقع الحالي من عدمه.
أسفرت نتائج الانتخابات عن عودة أنس العبدة، من جديد لرئاسة الائتلاف (تم انتخابه سابقاً للمرة الأولى رئيساً للائتلاف في 5 آذار/ مارس 2016)، فضلاً عن انتخاب عبد الرحمن مصطفى (رئيس الائتلاف السابق) رئيساً للحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف خلفاً لجواد أبو حطب، الذي كان قد تقدم باستقالته في وقت سابق من رئاسة الحكومة. كما تم انتخاب العميد عبد الباسط عبد اللطيف أميناً عاماً، وكلاً من عبد الحكيم بشار وعقاب يحي وديما موسى نواباً لرئيس الائتلاف، ولم تشهد الهيئة السياسية أية مفاجآت.
عودة العبدة
عودة العبدة من جديد وتبديل الموقع في منصب رئيس الائتلاف ورئيس الحكومة المؤقتة، عزز تلك “الاتهامات التي لاحقت الائتلاف بالفشل في إيجاد بدائل سياسية تحمل فكراً تطويرياً قادراً على قراءة واقعية للواقع السياسي”، كما طرح تساؤلات بشأن مدى إمكانية التعويل على الائتلاف في لعب أي دور سياسي في الفترة المقبلة في ظل الارتخاء الراهن الذي يعاني منه، طبقاً للعديد من المراقبين.
وبدوره، يدافع ممثل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في مصر عادل الحلواني، في تصريحات خاصة لـ”نورث برس” من القاهرة، عن الائتلاف ويؤكد دوره في العمل السياسي، وقال بداية إن “نتائج الانتخابات كانت متوقعة سلفاً؛ لأن الانتخابات قد بدأت الشهر الماضي، بعد استقالة رئيس الائتلاف السابق رياض سيف وتكليف عبد الرحمن مصطفى رئيساً مؤقتاً، وقد توقفت الانتخابات أو تأجلت نتيجة الظروف المعروفة التي تعرضت لها مدن وبلدات الشمال، بخاصة في إدلب”.

وشدد عضو الائتلاف على أن “التشكيلة الجديدة هي من أعضاء ضالعين في الائتلاف، من بينهم ديما موسى (نائبة رئيس الائتلاف) التي كانت ممثلة للائتلاف في الولايات المتحدة الأمريكية (..) نحن ننتظر كل خير من التشكيلة الجديدة (..) هذه القيادة منفتحة على الجميع وعلى كثير من الملفات”.
انتقادات
ورداً على الانتقادات التي تلت عملية الانتخابات الأخيرة الخاصة بالائتلاف بشأن تكرار الأشخاص وتدوير المناصب، دافع الحلواني عن موقف الائتلاف الذي يمثله قائلاً: “المعارضة السياسية لا شك أن لديها بدائل، لكنّ ما جرى هو انتخابات ديمقراطية، وفي الانتخابات العملية تخضع لأصوات الناخبين هي فقط من تحدد الأمر، قد يفوز شخص ويعاود الفوز من جديد بشكل متكرر، وهذا شيء طبيعي مادام نال ثقة الناخبين (..) الساحة كانت مفتوحة للترشح لمن يحق لهم الترشح، والنتيجة تعكس رغبة الناخبين”.
وتواصلت “نورث برس” مع الرئيس الجديد للائتلاف السوري أنس العبدة، وطرحت عليه أسئلة بخصوص نتائج الانتخابات والانتقادات التي لاحقت الائتلاف ودوره الحالي على الأرض وفي العملية السياسية، لكنها لم تتلق رداً بعد.
جثة هامدة
وفي المقابل، وصف عضو الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الديمقراطي السوري ماجد حبو، في تصريحات خاصة لـ”نورث برس” عبر الهاتف، الائتلاف المعارض بأنه “جثّة هامدة تنتظر الدفن”، مشدداً على أن وصف الانتخابات الأخيرة بأنها عملية تدوير مناصب وكراسي فهذا “أمر دقيق إلى حد ما”؛ كون الائتلاف يمثل اليوم منصتين سياسيتين فقط، وهما (الإخوان المسلمين وإعلان دمشق) وبالتالي يتم التداول بين هذين الفريقين فقط.




ولفت إلى أن “الائتلاف كما المجلس الوطني من قبل، كما الهيئة العليا للمفاوضات الآن، منقطع كلية عن الشارع السياسي والحراك السياسي في سوريا، كونه خاضع لأجندات إقليمية ودولية تتحرك وفق التعليمات الصادرة من هذه العاصمة أو تلك”.
وتابع: “لا يمكن التعويل على الائتلاف؛ كون الهيئة العليا قد تجاوزته على رغم أن الائتلاف هو حاضن لها، لكن لكل مسار مختلف، بمعنى التوجهات السياسية مختلفة (..) بالعودة إلى الوراء فإن الائتلاف تم تشكيله من أجل تبرير العمل العسكري في سوريا، واليوم هذه المسألة أصبحت من الماضي، على أساس أن إمكانية إسقاط أنظمة سياسية عسكرياً أو بالعنف أو التغيير العسكري بالسلاح، ومن ثم فالائتلاف أصبح جثة تنتظر الدفن”.
وطبقاً لحبو، فإن “هناك مشكلة اليوم في المعارضة عموماً (بشقيها السياسي والعسكري)، فهي تحتاج إلى نخب جديد وقراءة جديدة للواقع السياسي في سوريا (..) يجب أن يحدث مواكبة للحدث ومواكبة التدخل الدولي والإقليمي في الحدث السوري (..) نحن السوريون اليوم الأضعف في كل مواقعنا، سواء سلطة أو معارضة أو موالاة، وبالتالي اليوم الملف السوري خاضع لأجندات دولية وإقليمية”.
المربع الأول
وشدد عضو الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الديمقراطي السوري، على ضرورة “العودة إلى المربع الأول، وتفعيل إمكانات النضال الوطني الديمقراطية في سوريا، وتجاوز الأطروحات السياسية التي رافقت ما يمكن تسميته بالربيع العربي لإسقاط وتغيير أنظمة سياسية، بعد أن أصبح ذلك من الماضي (..) من الضروري إعادة تشكيل النضال الوطني الديمقراطية تحديداً في سوريا، وتحديد الخصوم والأولويات”.
تأسس الائتلاف في تشرين الثاني /نوفمبر 2012، وتولى الشيخ معاذ الخطيب رئاسته آنذاك. وفي 19 آذار/ مارس من العام التالي 2013 انتخب الائتلاف غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة لإدارة المناطق الخاضعة للمعارضة السورية. ويُتهم الائتلاف بأنه مُسير من قبل الدول الداعمة له ويخضع لأجندات سياسية بعينها يمثل كل جناح من أجنحته أجندة خاصة.