باحث روسي: موسكو تزداد ثقة في سوريا، وتركيا ستصبح بين فكي كماشة
موسكو- فهيم الصوراني- NPA
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, السبت, خلال مؤتمر صحفي له في ختام قمة العشرين في أوساكا باليابان, إنه “من المهم القضاء على ما تبقى من مفاصل التوتر في سوريا، والمساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار الاقتصاد وعودة المهجرين”.
وأضاف بوتين، أن دور “الدول الأعضاء في منظمة بريكس سيجعل التحديات الصعبة والتهديدات التي تمس الأمن والسلم الدوليين يتضاعف“.
كما شدد على أنه “بفضل المساعدات الروسية المتعددة الأوجه للحكومة الشرعية في سوريا، تم الحد من إراقة الدماء في هذا البلد”.
وتابع أن “الاتصالات مع الشركاء الأتراك بخصوص سوريا تسير بشكل يومي، وأكثر حيوية مما هو الحال مع الجانب الأمريكي”، لافتاً إلى أن موسكو “تعرف كل شيء يدور هناك، وتتابع عن كثب التطورات الجارية، لكن يوجد تفاصيل، ليس من الضروري الحديث عنها في هذا المؤتمر الصحفي”.
موسكو أكثر ثقة
يأتي كلام بوتين فيما تتسارع التطورات في شمالي إدلب، حيث تشير أغلب قراءات الخبراء الروس إلى أن موسكو أصبحت أكثر ثقة وقناعة بصحة سياستها في سوريا، وأساليب معالجتها.
وفي هذا الإطار قال الباحث في الشؤون الدولية سيرغي بيرسانوف، لـــ”نورث برس”، إن القمة شكلت “فرصة لإلتقاط الأنفاس من الحرب الدعائية بين موسكو وواشنطن”، مستبعداً أن تنعكس إيجاباً على جهود الكرملين في التسريع بوضع حد للأزمة السورية.

وأوضح أن مواقف بعض الأطراف الدولية والإقليمية “هي أكثر تعنتاً وعنداً من أن تلينها قمة تعقد بشكل دوري، بمعزل عن الأوضاع الساخنة على الساحة الدولية”.
وعبر بيرسانوف عن قناعته بأن واشنطن الذاهبة بقوة نحو “التصعيد مع إيران، ليس في الوارد عندها التراجع عن مواقفها بخصوص الأزمة في سوريا، وليست معنية بتقديم هدية تاريخية لروسيا، وتقديمها كمنتصر في الأزمة السورية”.
ورأى أن الإحباط ذاته يتعلق “بالدور التركي في سوريا، الذي دخل في مجال التخبط، مشيراً إلى أن القيادة التركية لا تريد أن تدرك بأنها أصبحت في حرب بدون أفق في سوريا.”
بين فكي كماشة
وفي هذا السياق عبر الخبير الروسي لـــ “نورث برس”, عن اعتقاده أن نتائج الانتخابات الأخيرة في إسطنبول أظهرت تراجعاً كبيراً في شعبية القيادة التركية, مضيفاً أنها ستصبح مع الوقت الخاسر الأكبر في “المستنقع السوري”، لا سيما على ضوء الخسائر التي بدأت تتلقاها القوات التركية في شمال سوريا، وسقوط ورقة الرهان على “الجماعات المتطرفة” التي تدعهما هناك، وكيف أنها دخلت في صدام غير متوقع ومدروس مع واشنطن.
وغير مستبعد، في الوقت نفسه، “أن تصبح القوات التركية بين فكي كماشة القوات السورية والكردية في أن واحد”.