محلل عسكري: روسيا ترى أن الحل العسكري هو الحل الوحيد في سوريا

اسطنبول – سامر طه – NPA
تسيطر روسيا على القرار العسكري والسياسي في مناطق خفض التصعيد، بعد أن كانت إيران هي صاحبة القرار، ومن وجهة نظر روسيا فإن الحل العسكري هو الحل الوحيد في سوريا بحسب ما يرى المحلل العسكري والاستراتيجي أحمد رحال.
وفي حديث خاص مع “نورث برس” يقول العميد الركن أحمد رحال المحلل العسكري والاستراتيجي، “بالنسبة لموضوع الروس ونظام الأسد هي خطة واحدة، فالنظام لم يعد له مكان، واليوم روسيا هي من تتحكم عسكرياً وسياسياً”.
ويتابع رحال، “كانت إيران مسيطرة على الوضع العسكري، ولكن بعد دخول روسيا أصبح القرار العسكري والسياسي بيد قاعدة حميميم، والإيرانيين جزء من الأجندة، ولكن يشذون أحياناً عن الرغبات الروسية، ويتصرفون من تلقاء أنفسهم، حتى أصبحوا مسيطرين على معظم مفاصل الدولة السورية”.
وأشار المحلل العسكري إلى أن الروس لديهم قناعة أن الحل في سوريا هو حل عسكري فقط، وأن الحل السياسي لا يمكن أن يتم، ولأن الولايات المتحدة لا تقبل بهذا الحل، ما يحتم على الروس فرض سياسة الأمر الواقع.
ويتابع “لاحظنا أن جميع التعهدات التي قدمتها روسيا والتي تجاوب الغرب معها، من خلال تخفيف الأسلحة عن (الجيش الحر)، قابلوها بالتهام مناطق ما تسمى بخفض التصعيد، وبقي الآن منطقة إدلب”.
وأوضح رحال أن الروس فشلوا باتباع أي حل سياسي، “وبالتالي يحاولون الآن ضم منطقة إدلب وفرض سياسة الأمر الواقع، وبأنه لم يعد هناك معارضة ولا جيش حر ولا ثورة، وبعده يأتي الحل كما يرونه ببقاء بشار الأسد وإعادة إعمار البلد بتمويل خليجي ومن واردات البلد، وينتهي الموضوع هنا”.
وبالنتيجة هذا هو سبب القصف المستمر، الذي يحصل في شمال سوريا بمناطق إدلب وشمال حماة، بحسب ما يرى رحال.
الموقف التركي
أما بخصوص الموقف التركي من القصف الحاصل وتعامله معه كونه يعد من الضامنين الأساسيين لعملية وقف إطلاق النار في المنطقة، يقول المحلل العسكري: “تركيا واقعة بين أمرين أحلاهما مر، فهي لا تثق بالروس وتعرف أن أجندتهم في النهاية مع بشار الأسد وإيران، إنما تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
وهي بنفس الوقت لا تثق بالأمريكان أيضاً، “فهم خذلوها كما خذلهم حلف الناتو عندما وقفت تركيا بوجه روسيا وأسقطت طائرة حربية لهم”، بحسب رحال.
ويتابع: “بالتالي تركيا تحاول اللعب على الحبال، ما بين روسيا والولايات المتحدة، في محاولة لأن تحصل على أكبر قدر ممكن من أوراق الضغط أو منافع بالنسبة لتركيا، ومن خلال تقاطع المصالح مع (الجيش الحر أو الثورة السورية) لمحاولة تحقيق شيء”.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي لتركيا هو أمنها القومي، فهي تعرضت لمحاولة انقلاب وكانت هذه المحاولة مدعومة من قبل أطراف إقليمية ومنها الولايات المتحدة.
وأضاف “أيضاً روسيا غدرت بتركيا في أكثر من موقف، وآخر مرة في المعركة الحالية في ريف حماة، وبالتالي تركيا لا تحاول استعداء الطرفين، ونلاحظ هنا أن كل ما قامت به روسيا، تركيا لم تبدي لها العداء، ليس بمعنى أنها متجاوبة مع الأهداف الروسية ولكن لا تستطيع الاعتماد على الأمريكي أو تسند ظهرها عليه”.
وبالتالي هي “تحاول من خلال هذه المعمعة بين دولتين عظيمتين، أن تخرج بأقل الخسائر الممكنة، ولا ننسى أيضاً أن لديها ما يقارب /4/ مليون سوري على أراضيها ولديها معارضة منافسة”.

خسائر القوات الحكومية
أما فيما يتعلق بالخسائر التي تتكبدها قوات الحكومة السورية في معاركها في مناطق خفض التصعيد فيقول رحال، “رغم عدم الثقة الموجودة أو انعدام الثقة بين الأمريكي والتركي، إلا أنهم مجمعين على نقطة، أنه قبل إخراج إيران من سوريا لن يُسمح لروسيا أن تسيطر على إدلب وأرياف الساحل وحماة وحلب”.
ويتابع: “لو خرجوا اليوم بالقدس من اجتماعهم بتعهد روسي حقيقي بإخراج إيران، ستطلق يد روسيا في إدلب ومحيطها، إنما قبل أن يعطوا هذا التعهد لن يُسمح لهم بالاقتراب من إدلب، وبالتالي تلقى (الجيش الحر) الدعم من تركيا ومن فصائل درع الفرات وغصن الزيتون وأيضاً من قبل الولايات المتحدة، حيث تم تسليمهم صواريخ تاو، وذلك لكسر شوكة الروس قبل اجتماع القدس وقبل اجتماع أوساكا”.
وأضاف “حسب معلوماتي فقد وصل “الكسندر لافرنتيف” رئيس مؤتمر أستانا إلى دمشق منذ أربعة أيام، حاملاً معه رسالة تهديد وتوبيخ لبشار الأسد، جاء في مضمونها، أنه لو اضطررت إلى إفراغ كل محيط العاصمة من الحرس الجمهوري، يجب عليك إرسالهم إلى حماة، فبوتين يريد تحقيق نصر قبل الدخول إلى اجتماع ترامب بوتين في مدينة أوساكا اليابانية نهاية هذا الشهر”.
ويشير المحلل العسكري إلى أن ما يجري اليوم في أرياف حماة يعد “إهانة لروسيا”، كون أنه كان في نيتهم، السيطرة على جميع الطرق الدولية ونصف المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة على أقل تقدير، قبل التوجه إلى اجتماع القدس.
ولفت إلى أن روسيا اليوم متواجدة في اجتماع القدس وهي متلقية “صفعة قوية ومؤلمة على وجهها من قبل الجيش الحر، وهذه الخسائر أتت بسبب الدعم الأمريكي والتركي، ولكي لا ننسب أسباب النجاح فقط للخارج، فإن إرادة القتال التي تمتع بها عناصر الجيش الحر، أعطت القوة لهم للقتال حتى آخر نفس، ولم يتكرر سيناريو الجنوب”.
وأكد أن الولايات المتحدة كان لها دور كبير في قهر الروس، و”على الروس أن يعطوا تعهداً في اجتماع القدس الغربية، بأنهم سوف يعملون مع الولايات المتحدة وإسرائيل على إخراج الإيرانيين عسكريا من سوريا، لأن المطلوب الآن إخراجهم عسكرياً من سوريا، أما سياسياً و اقتصادياً فمن الممكن أن يفسحوا لها المجال في البقاء، ومطلوب منها الخروج هي وحزب الله وكل أدواتها من سوريا”.
ويرى أيضا بأن الروس إذا لم يعطوا هذا التعهد، ويلتزمون على الأقل بالحياد الإيجابي، “فسوف لن يكون الدعم فقط “بالتاو” للجيش الحر، وإنما سوف يدعمون بمضادات جوية أيضاً حسب اعتقادي”.