مصادر: لقاء القدس الثلاثي سيحقق الاستفادة من الوقت ويمنع الاصطدام العسكري في سوريا
الضفة الغربية ـ NPA
انطلق في مدينة القدس، اليوم الثلاثاء، لأول مرة اجتماع ثلاثي يضم مستشار الأمن القومي لكل من إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا ويتمحور حول التوتر مع ايران، والملف السوري وقضايا إقليمية أخرى.
وفي الجزء الأول من الاجتماع ، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد بقوة على أي هجوم إيراني، مؤكداً مواصلة جيشه العمل من أجل منع إيران من التموضع عسكريا في سوريا لمهاجة إسرائيل، على حد قوله.
من جهته، شدد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون على ضرورة وقف “الدور الإرهابي الذي تقوم به إيران في المنطقة”، مضيفاً أن كل ما على إيران فعله هو عبور هذا الباب المفتوح للدخول في مفاوضات مع واشنطن بشأن البرنامج النووي.
كما أكد بولتون في وقت سابق، إنه يتفق مع نتنياهو في أنه لا يوجد سلام بدون الأمن، موضحا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيأخذ في الحسبان قلق إسرائيل بهذا الشأن.
وكان نتنياهو تحدث أمس عن أن التعاون الأمني بين إسرائيل وروسيا، قد “ساهم كثيرا في استتباب الأمن والاستقرار في منطقتنا وحقق تغييرا جوهريا في الأوضاع فيها”، بينما شدد مستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، على أن بلاده تولي اهتماما كبيرا لأمن إسرائيل.
وتقول مصادر لـ”نورث برس” أن الأطراف الثلاثة ستسعى نتيجة اللقاء الثلاثي غير الاعتيادي إلى التوصل لتفاهمات مؤقتة ومرحلية، من شأنها أن تمكن كل طرف من الاستفادة من عامل الوقت وفق مصالحه، فضلاً عن تعزيز التنسيق بين الجيوش الثلاثة “أمريكيا وإسرائيل وروسيا” بما يؤدي إلى الحيلولة دون الاصطدام الميداني فيما بينها على الأرض السورية، وخاصة في الأجواء.
ووفق معلومات “نورث برس”، سيحاول كل طرف خلال اللقاء الثلاثي أن يقايض الآخر بمسائل عديدة، وستحاول واشنطن وتل أبيب الضغط على موسكو بشأن المسألة الإيرانية وخاصة فيما يتعلق بتواجد الإيرانيين والمجموعات المسلحة التي تدور في فلكها على الأرض السورية.
يأتي هذا اللقاء الثلاثي، فيما أفادت مصادر في إسرائيل لـ”نورث برس” أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن هذا الصيف قد يكون “حاراً، بل حاراً جداً”. وكان من الواضح أن الضغط الاقتصادي الأمريكي على إيران سيبلغ ذروته في حزيران/يونيو – تموز/يوليو، وأن هذا الضغط قد يدفع باقتصاد الجمهورية الإسلامية إلى وضع صعب للغاية تخرج من جرائه وعلى خلفيته جماهير واسعة من الشعب الإيراني إلى الشوارع فتهدد وجود نظام الخميني.
وتضيف المصادر أنه لن يجد الإيرانيون مشكلة في تنفيذ التهديد، إذ حتى لو تطورت إلى حرب شاملة، تبقى أغلبية الاحتمالات أنه لن يورط إيران في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أو مع إسرائيل. ستدور هذه المواجهة بعيداً عن الأراضي الإيرانية وستكون خسائرها في الأرواح، من الجنود والمواطنين، في الحد الأدنى.
في المقابل، ستتكبد إسرائيل خسائر كثيرة في الأرواح وأضراراً مادية جسيمة، نتيجة وابل الصواريخ والقذائف الكثيفة والمدمرة التي ستُطلق من لبنان، وسورية وقطاع غزة على المناطق الداخلية في إسرائيل.