خبير روسي: زيارة لافرينتيف للعراق ولبنان للدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبانه في سوريا

موسكو – فهيم الصوراني ـ NPA
ملفات عدة ناقشها ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، في لقاءاته مع كبار المسؤولين في كل من العراق ولبنان، لكن الأبرز فيها كان دعوة روسيا لكلا البلدين للمشاركة في مباحثات أستانا المقبلة بصفة مراقب.
فزيارة المسؤول الروسي إلى البلدين تأتي فيما تسعى موسكو لتفعيل لمشاركة الدول المعنية بتسوية الأزمة في سوريا، بموازاة حالة الترقب التي تعيشها الأوضاع الميدانية في إدلب، آخر معاقل فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، ونقطة الاشتباك الأبرز بين مواقف اللاعبين الإقليميين والدوليين على طاولة الشطرنج السورية.
ولم يعد سراً أن موسكو ترصد منذ زمن، مفاصل تعطيل الحل السياسي، ممثلة بشكل أساسي في الولايات المتحدة، التي يعتبر كثير من المراقبين الروس على أنها تسببت وما تزال في إطالة أمد الأزمة في سوريا، وعرقلة كل محاولات التسوية، فضلاً عن تقييم سلبي للدور التركي، الذي لم يلتزم – برأي هؤلاء- بتعهداته بموجب اتفاق خفض التصعيد وتفاهمات سوتشي وأستانا. 
وتعطي موسكو أهمية لدور البلدان الجارة لسوريا، نظراً لتقاطع مصالحها مع استقرار الأوضاع في سوريا.
إلى جانب ذلك يعتبر العراق شريكاً حيوياً لروسيا، إذ تتطور العلاقات بين البلدين في أكثر من مجال، وتلعب موسكو دوراً كبيرأً في تعزيز قدرات القوات العراقية.
كما أن بغداد معنية بتطورات الأوضاع في سوريا وتحقيق الاستقرار فيها، وتقع على تماس مع الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران.
وتشكل دعوة العراق لحضور مؤتمر أستانا، تعزيزاً لرغبة موسكو في إشراك أكبرعدد من البلدان في تشكيل مظلة إقليمية ودولية لتسوية الأزمة السورية. 
وفيما يخص لبنان، وإلى جانب دعوته لحضور المؤتمر المذكور بصفة مراقب، فقد تركزت مباحثات لافرينتيف مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على مناقشة الملف السوري بشكل مفصل، بسبب أهميته وحساسيته بالنسبة إلى الجانب اللبناني.
وقد أكد المسؤول الروسي حرص بلاده على تأمين العودة الآمنة للاجئين السوريين، كون موسكو تعتبر هذا الملف واجباً على كافة الأطراف المعنية وليست فقط سوريا.
كما أبدى لافرينتيف موافقة بلاده على لعب دور الوسيط في مسألة ترسيم الحدود البحرية السورية اللبنانية.
 
وبهذا الخصوص يقول الخبير في العلاقات العربية الروسية أندريه أونتيكوف في حديث لـ”نورث برس”، إن زيارة لافرينتيف إلى كل من العراق ولبنان، تأتي إدراكاً منها للدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه البلدان الجاران لسوريا، انطلاقاً من أن الأزمة لا تنحصر بمكافحة الفصائل المسلحة، بل ويجب أخذ مصالح الدول المجاورة بعين الاعتبار عند الحديث عن العملية السياسية في سوريا.
وأضاف أن ملف اللاجئيين السورين يعتبر حيوياً كذلك، لا سيما للبنان، حيث تساهم روسيا في جهود إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتشارك في التنسيق بين دمشق والدول الأخرى على هذا الخط.
ولفت إلى أن الجانب الروسي يراهن على تقاطع مصالح كلّ من لبنان والعراق مع بعض نقاط المحادثات في العاصمة الكازاخية، لا سيما ملفَّي العلاقات الاقتصادية والنازحين.