التسوق الإلكتروني في قامشلي.. فرص عمل مريحة وحاجة للمصداقية والثقة المتبادلة
قامشلي – نورث برس
مع انتشار وباء كورونا في المنطقة وفترات إغلاق الأسواق، تزداد ظاهرة تسويق البضائع من ألبسة وأحذية ومستلزمات منزلية وغيرها من المواد عبر الإنترنت في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا.
ويعمل العشرات من الشباب والشابات في مدينة قامشلي بالتسويق عبر الإنترنت، ويتعامل معظمهم مع شركات تجارية غالباً ما تكون من خارج مناطق الإدارة الذاتية.
ويقوم الأشخاص الذين يعملون في مجال التسويق الالكتروني بنشر صور بضائعهم التي يتم استيرادها من خارج مناطق الإدارة الذاتية ضمن مجموعات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لبيعها حسب الطلب.
من جهتها تقوم بعض الشركات بتعيين مسوقين لها في مختلف المدن، لتستطيع تسويق منتجاتها في تلك المناطق وبين أصدقاء ومعارف المسوقين الجدد، بينما قد يقوم بعض المسوقين بتسويق البضائع في أكثر من مدينة.
“عمل مربح”
وقالت فالنتينا حنا (20 عاماً)، وهي فتاة تعمل في تسويق الألبسة عبر الإنترنت، إنها لا تعتمد على التسويق في منطقة الجزيرة فقط، بل تسوق بضاعتها في مدن ومناطق أخرى من سوريا.
وترى “حنا”، التي تعمل مسوقة منذ أكثر من عامين، أن التسويق عبر الإنترنت “يعد عملاً مربحاً ومريحاً ولا يحتاج للكثير من الوقت والجهد ولا حتى الالتزام بدوام يومي، إنه عمل ممتع وسهل.”
وأشارت المسوقة إلى أن عملها هذا يوفر لها مردوداً جيداً، إلى جانب عملها كمحاسبة في إحدى مشافي مدينة قامشلي.
ولم تخل بداية “حنا” في مجال التسويق عبر الإنترنت من صعوبات، أبرزها عدم وجود عدد كافٍ من الزبائن، وتشكيك السكان بنوع البضائع التي يتم تسويقها، “فأحياناً لا يثق الزبائن بالصور التي يشاهدونها على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات التسوق.”
لكن المسوقة بدأت بالتحقق من نوع البضائع بنفسها، “لهذا كسبت ثقة الزبائن وأصبح لي الكثير من الأشخاص الذين يتعاملون معي ويطلبون البضائع التي أعرضها.”
مع ذلك، لا تفضل نور شمعون (23 عاماً) شراء الألبسة عبر الانترنت وخاصة بعد تجربة لم توفق بها، “جربت طلب قطعة من الثياب كانت قد أعجبتني كثيراً عندما شاهدت صورتها، ولكنني لم أوفق بها لأنها لم تطابق جودة القطعة المعروضة على الإنترنت.”
وأشارت “شمعون” إلى أنه بالرغم من أن شراء الألبسة عبر الإنترنت يوفر عناء التجول في محال السوق، لكن عدم توفر خدمة تجربة القطعة أو تبدليها ووجود احتمال عدم مطابقة جودتها للصور المنشورة يدفعها للتسوق في المحلات.
عرض منتجات
وفي الوقت الذي تنتشر ظاهرة بيع المواد عبر الإنترنت، يلجأ أصحاب المحال التجارية من مدينة قامشلي لإنشاء صفحات خاصة لمحالهم وتحميل بضائعهم على تطبيقات مثل فيسبوك وإنستغرام لكسب متابعين وتسويق بضاعتهم.
وأنشأت ميري كوركيس (25 عاماً)، وهي صاحبة محل مكياجات وحقائب نسائية في مدينة قامشلي، مؤخراً صفحة خاصة لمحلها على موقع فيسبوك لتعرض عليها أنواع المنتجات التي تبيعها، “حتى يتسنى للزبائن رؤية البضائع الجديدة التي نعرضها في المحل.”
وتفضل “كوركيس” عرض منتجاتها دون بيعها عن طريق الإنترنت، “أفضل أن يأتي الزبون إلى المحل ويرى جودة المنتج بنفسه ويشتريها.”
وذكرت “كوركيس” أنها قامت سابقاً بطلب بعض المنتجات الخاصة لمحلها عبر إحدى الصفحات، “لكن وصلتني القطع مغايرة لما قمت بتوصيته من جودتها لنوعها ولونها ولم تطابق ما تم عرضه عبر الصفحة.”