مسؤول سابق في إدارة أوباما: التفاؤل المفرط بإخراج إيران من سوريا غير واقعي
واشنطن – هديل عويس – NPA
كشفت شبكة “المونيتور” الاثنين، عن تصريحات لمسؤولين روسيين نفوا فيها عزمهم على إخراج إيران من سوريا مقابل رفع العقوبات الأمريكية عن الحكومة السورية.
وبهذا الصدد يرى المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، جويل روبين، أن الطريق لا يزال طويلا أمام إخراج إيران من سوريا أو التقليل من دورها في المنطقة.
وصرح بطرس المرجان، رئيس اللجنة الدولية للبرلمان السوري، لصحيفة إزفستيا الروسية، بأنه لن يرفض الدعم العسكري الإيراني أو يطالب بانسحاب إيران من سوريا، حتى لو وافقت الولايات المتحدة على رفع العقوبات.
ومن هذا المنطلق يرى روبين في حديثه لـ”نورث برس” أن روسيا غير مضطرة للتخلي عن إيران التي قد تحتاجها في مراحل مقبلة، فعلى الرغم من ارتفاع صوت استراتيجية ترامب ضد طهران، إلا أن إدارته لم تملي أي شروط أو مطالب واضحة على الروس لإبعاد إيران.
كما أشار روبين إلى عملية دمج “خطيرة” تحدث في سوريا ما بين القوات الحكومية وإيران وربما على شاكلة ما حصل في العراق، حيث تتقدم إيران في قدرتها على إعادة هيكلة القوات السورية بما يتماشى مع مصالحها على قدرة روسيا على فعل ذلك.
ويؤكّد روبين على أن أي حديث عن إخراج إيران من سوريا يبقى في نطاق “الوهم” مادامت الولايات المتحدة تمنح اليد العليا لروسيا في البلاد والأخيرة بدورها مضطرة للاستفادة من نفوذ إيران.
ويرى روبين أن قدرة الولايات المتحدة على تحقيق الانجازات في سوريا غير حاسمة ووجودها غير مضمون ، حيث يشير إلى وجود فجوات كبيرة في الاستراتيجية ويقول “نحن نتحدث عن أهداف عريضة مثل محاربة تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ ومنع عودتها ومنع إيران من الاستفادة من المنطقة، بينما لم نمكن حلفائنا على الأرض حتى من تدبّر أمر من بقي من مقاتلي داعش”.
وعن الدور الروسي في إدلب، وموقف الولايات المتحدة من التطورات، يشير روبين إلى أن الرئيس ترامب يهتم برسالة سياسية واحدة فقط في سوريا فيما يتعلق بالمعارضة، وهي أنه “إذا استخدم الأسد السلاح الكيميائي سيوجه ضرباته ضد نظامه”، وهذا أمر سياسي يتعلق بالقيام بخطوة لم يقم بها سلفه أوباما.
مضيفاً؛ “أجندة حقوق الإنسان في هذه الإدارة ضعيفة، ولا نجد المسؤولين يتحدثون عن قيم حقوق الإنسان حتى في اجتماعاتهم مع زعماء أكثر الدول استبداداً، ويعقد الوضع في إدلب انتماء الفصائل لجهات إسلامية مرتبطة بـ أعداء للولايات المتحدة مثل تنظيم القاعدة”.
ويقول روبين أن عدم اهتمام الإدارة بملفات حقوقية ينطبق على كل صراع قائم في المنطقة، إلا أنه لا يتوقع أن أنظمة مثل “المجلس العسكري” في السودان وتحديداً بسبب ارتباطاته بجرائم حرب في الماضي، سيحظى بأي دعم حتى من إدارة ترامب إذ يقول “تجربة العسكر في مصر ووصولهم إلى السلطة تختلف كثيراً عن السودان ولا أرى هذا السيناريو يتكرر، فمصر حصلت على دعمنا لأنها حليفة قديمة”.
ويتابع، “أنفقنا مليارات الدولارات على مصر لبناء قدراتها وتعزيزها في ظل التزام تاريخي، كذلك موقعها بالقرب من إسرائيل يجعلنا نهتم بوجود نظام يؤمن المنطقة”.
وختم المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، جويل روبين حديثه قائلاً “الاعتراف بالسيسي مهمة أسهل بكثير من تعويم قادة السودان العسكريين ولا أتوقع أن تنحاز الولايات المتحدة لهم أبداً ولكن لا أتوقع كذلك أي دفاع من واشنطن عن المتظاهرين في وجه آلة القمع”.