أهالي عفرين يطالبون روسيا بحماية وحدة الأراضي السورية

حلب – سام الأحمد – NPA
شهدت مناطق ريف حلب الشمالي في الجزء الواقع تحت سيطرة قوات الحكومة السورية تظاهرات لأهالي مدينة عفرين أمام مراكز المصالحة الروسية، و طالب المتظاهرون الجانب الروسي بتحمل مسؤولياتها تجاه وحدة الأراضي السورية.
وقام أهالي عفرين والتي تصنفهم بيانات الأمم المتحدة على أنهم “مهجرون” بالتظاهر أمام مراكز المصالحة الروسية ببلدتي الوحشية وكشتعار في الأيام المنصرمة تنديداً بما سموه بـ”التنسيق الروسي التركي”.
ويقطن في مناطق ريف حلب الشمالي أكثر من /250/ ألف “مهجر” من أهالي عفرين، الذي كانوا قد فروا من الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة أثناء سيطرة الأخيرة على مدينة عفرين في 18 آذار/مارس 2018، وذلك في ظل ظروف معيشية شبه معدومة نتيجة استمرار عمليات القصف المتبادل بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة، وفرض قوات الحكومة السورية حصاراً على الأهالي لضمان عدم خروجهم باتجاه مدينة حلب أو مناطق شرق الفرات.
وكان المهجرون قد عبروا عن غضبهم في المخيمات، بطرد القوات الروسية إلى جانب رفضهم التعاون معهم بأي شكل من الأشكال، فيما يعتبر أغلبية المهجرين بأن التنسيق الروسي التركي تسبّب بـ”احتلال” منطقتهم.
وسيطرت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة على مدينة عفرين، عقب سماح روسيا للطيران التركي بدخول الأجواء السورية وقصف نقاط عسكرية ومدنية في المدينة و ريفها، مقابل انسحاب المعارضة المسلحة من المناطق الجنوبية في سوريا في صفقة شبهها المراقبون بصفقة الأحياء الشرقية مقابل ريف حلب الشمالي.
وكان الأهالي قد اجتمعوا من مناطق عدة في ريف حلب الشمالي، مثل مدن فافين وتل رفعت ودير جمال وكفرنايا، وبلدات أحرص وتل قراح وبابنص أمام المركز الروسي، احتجاجاً على ما سموه بـ”سياسة التتريك والتغيير الديموغرافي في عفرين”، إلى جانب الانتهاكات التي تشهدها المنطقة بسبب ممارسات الفصائل والجيش التركي والتنديد بـ”الصمت الروسي حيال التعديات والسياسيات التركية”.
وكان لدى المحتجين عدة مطالب رئيسية، أهمها مطالبة الحكومة الروسية بتحمل مسؤولياتها تجاه وحدة الأراضي السورية وسلامة أمن شعبها ولاسيما في عفرين.
واُثار الجيش التركي مشاعر مهجري عفرين عقب قيامه بتدمير بعض منازل المدنيين في قرية جلبل (جانب كشتعار) لبناء جدار عازل الأمر الذي وصفه المهجَّرون بمحاولة “سلخ عفرين من محيطها السوري”.
وسبق بناء الجدار العازل بين مناطق سيطرة المعارضة المسلحة والحكومة السورية خطوات أخرى، تنضوي تحت سقف اقتطاع الأراضي السورية، مثل إزالة أبراج الاتصالات السورية، وفرض الهوية المرتبطة بالسجل المدني التركي إلى جانب فرض قيود على عملية التعليم.